أثار الاقتراح المقدم إلى الرئيس الليبي بشأن تأجيل العملية الانتخابية للعام المقبل وتجميد عمل المؤسسات الحالية بعض ردود الفعل والتساؤلات حول مدى واقعيتها وقبول أطراف الصراع والقوى الإقليمية والدولية بها. .

وكانت عدة مصادر ليبية مطلعة قد أكدت في وقت سابق لعربي 21 أن “الرئيس الليبي تلقى اقتراحًا من بعض القوى الدولية بشأن حسم عملية إجراء الانتخابات في البلاد خلال عام، وأن المنفى قدمها إلى عدة جهات ومؤسسات سيادية. في الدولة بما قبله ومنهم من كان له تحفظات “. عليه”.

“التجميد والضغط”

وكشفت المصادر، أن “من سمات الاقتراح إصدار مرسوم جمهوري بقانون يجمد عمل مجلس النواب والدولة ويضع قاعدة دستورية تتعلق بالانتخابات، وأن بعض بنود الاقتراح هي: ان يتولى رئيس المحكمة العليا رئاسة البلاد لفترة مؤقتة لحين اجراء الانتخابات “.

ولم يصدر المجلس الرئاسي أي تعليق على هذا الاقتراح أو الجهة التي عرضته عليه، ولكن لوحظ مؤخرًا أن رئيس الرئاسة محمد المنفي عقد عدة اجتماعات مع معظم الأحزاب الليبية والسياسيين والاقتصاديين والاقتصاديين. المؤسسات التشريعية في البلاد، بما في ذلك مصرف ليبيا المركزي وهيئة صياغة الدستور.

ما مدى قبول وواقعية الاقتراح الدولي وكيف تتعامل الأطراف الليبية معه؟ كيف تروج لها الرئاسة وتعبئ المواقف الإقليمية والدولية؟

“حكومة مصغرة”

من جهته، قال عضو المؤتمر الوطني العام السابق، عبد الفتاح الشلوي، إن “الملف الليبي مفتوح لكل التكهنات، ولا أستبعد أن تنعكس التطورات الدولية على الملف سلبا أو إيجابا، وتشير العديد من المؤشرات إلى أن هناك ضغوطاً تمارس على مجلس الرئاسة ليكون له دور في إقصاء المعرقل من كافة الهيئات السياسية.

وأوضح في تصريحات لـ “عربي 21”: “لا أتوقع تجميد عمل الهيئات من البرلمان والدولة والحكومة، لكن الأقرب هو تجاوزها بالكامل، حيث لعبت لجنة الـ 75 الدور التفاوضي في جنيف، و وقد يتم استبعاد المجلسين كلياً، رغم وجود تسريبات تدور حول تكليف رئيس وزراء لحكومة مصغرة من غير الدبيبة وباشاغا لإدارة مرحلة ما قبل الانتخابات “، بحسب معلوماته.

وتابع: “حل الأزمة الليبية مترنح بين تناقضات بعض الدول الأجنبية وتضارب مصالحها ورؤاها السياسية، وأيضاً بين ألعاب المحاورين داخل ليبيا، وخاصة البرلمان ورئيسه عقيلة صالح”.

عقبات وإرادة دولية

فيما توقع عضو هيئة صياغة الدستور الليبي سالم كشاف أن يواجه هذا الاقتراح عدة عقبات منها: الاصطدام بالرؤى والتيارات والأحزاب والحراك الشعبي المطالبة بعدم تجاوز مسودة الدستور، وإجراء الاستفتاء أولا و ثم الانتخابات، وكذلك البرلمان ومجلس الدولة رفضوا الاقتراح لأنه سيخرجهم بشكل دائم من الساحة.

وأشار في حديثه لـ “عربي 21” إلى أن “هناك أيضا بعض الأطراف المستفيدة من الأزمة الحالية والمراحل الانتقالية، وهم يريدون اقتسام السلطة، وليس من مصلحتهم الذهاب إلى الانتخابات الآن، لأنهم سيفعلون ذلك. لا تضمن مكاسب مستقبلية “بحسب توقعاته.

وتابع: “إذا لم تكن هناك إرادة دولية حقيقية ملزمة لجميع الأطراف ورسائل واضحة لكل العوائق، فلن ينجح هذا الاقتراح أو غيره، وغالبا ما لن ينجح أي اقتراح يتجاوز موضوع الدستور بشكل كامل، مع مخاوف بشأنه. صلاحيات الرئيس المقبل في ظل عدم وجود دستور دائم في البلاد “. .

“الاتجاه الصحيح”

أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة صقاريا التركية، خيري عمر، فقال: “في ظل غياب إعلان رسمي وتفاصيله، فإن أي تحرك دولي ينقل السلطة إلى مجلس الرئاسة الليبي هو بداية في الاتجاه الصحيح. مع الأخذ في الاعتبار أن هناك رؤية للنظام القانوني لتشكيل سلطة دائمة ووقف النزاعات واحترام الوضع الراهن.

وأوضح في تصريحات لـ “عربي 21″، أن “الأزمة الحالية في ليبيا يمكن حلها بشكل جيد للغاية، لكن وجود التنافس بين مجلسي البرلمان والدولة ظل عامل إحباط للتقدم في أي اتجاه، لذا إذا الخطوة الرئاسية، قد يكون هناك قبول دولي لأية خطوات يتخذها المجلس، وسن التشريعات بشكل سلس ومرضي مع الاتجاه العام ”، بحسب تقديراته.

وأضاف: “إذا تلقت الرئاسة دعما دوليا، فستكون لديها القدرة، وتتخذ خطوات قوية، وتتصرف وفق هذه الشرعية، خاصة أن الانتخابات ستكون بداية الحل لأنها ستوفر إطارا قانونيا يتمتع بالإرادة”. الشعب، وستكون الخطوة الأولى منذ عام 2012. ”