الحديث عن المساعي التي تبذلها دول التحالف العربي بقيادة السعودية لطي صفحة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من السلطة مرة أخرى عادت إلى الواجهة في اليمن، مع دخول الحرب عامها الثامن، الأمر الذي يثير عدة تساؤلات. حول مستقبل الرئيس هادي في السلطة هذا العام.

بدأت المعلومات تتسرب في الأيام الماضية تشير إلى وجود اتجاه لوضع تصور لصيغة حكم جديدة مماثلة لـ “مجلس رئاسي” يتم بموجبه تقييد صلاحيات الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن. الأحمر، الذي كان يقيم في الرياض منذ سنوات، سيتم إبعاده.

ونظراً لخطورة هذه الخطوة التي حذر منها الكثيرون، بسبب التعقيدات السياسية والقانونية، يعتقد مراقبون أن الرياض وشريكتها أبو ظبي تسعيان، بإعادة تقديم هذا الملف، إلى تحقيق المزيد من الابتزاز للرئيس هادي لاستخراج جديد. تنازلات ومواقف داعمة لسياساتها في اليمن.

“علاقة غامضة”

وفي هذا السياق، يرى السفير والدبلوماسي اليمني السابق، مصطفى النعمان، أن العلاقة بين الرئيس اليمني والتحالف غامضة، ولا يوجد شيء واضح حول مسؤوليات وصلاحيات وواجبات كل طرف.

وأضاف في حديث لـ “عربي 21”: من خلال هذه المشكلة يحدث ارتباك حول مستقبل الرئيس هادي في السلطة في اليمن.

وقال السفير اليمني السابق: “لا أساس قانوني لهذه الخطوة وفق المبادرة الخليجية 2011 ومخرجات الحوار الوطني (2013-2014) والقرارات الدولية”.

وتابع: “كذلك لا سبيل لفتح هذا الملف وطي صفحة هادي إلا بعد تسوية الأمور وإجراء الانتخابات”.

وأشار النعمان إلى أنه “يجب أن تكون هناك التزامات دستورية في هذا الأمر، أي إبعاد هادي من مقر السلطة”.

وحول تأثير هذه الخطوة في حال نجاحها على مستقبل الشرعية الدستورية أكد الدبلوماسي اليمني أنها عبثت بالدستور .. لدينا دستور قائم يحدد صلاحيات الرئيس وطرق تغييره وحتى إزالة سلطاته.

وأوضح السفير اليمني السابق أن المشكلة أكبر من الرئيس هادي وأعظم من التفكير في استبعاده واستبدال مجلس رئاسي أو استبدال نائب رئيس أو رئيس جديد.

ويؤكد النعمان أن الرئيس هادي “لم يؤد واجباته الدستورية والوطنية لأسباب يعرفها ولا نعرفها ولم يتحدث عنها أو يشكو للناس أو يشرح لهم العراقيل التي تعيق عمله، إذا كان يريد أن يفعل شيئًا ما “.

وبحسب المتحدث نفسه، يجب قلب الصفحة الخاصة بهذا الموضوع، حتى تتوقف الحرب ويعود الناس إلى الوسائل الدستورية والقواعد المقررة.

“مرشح شرعي”

من جهته أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء عادل الشجاع أن هناك “مسعى لطي صفحة الشرعية وليس صفحة هادي”، مضيفا أن طي صفحة هادي ليس مشكلة. ولا الصعوبة التي تجعل الدول والاحزاب تخطط وتفكر سرا لاقتراح تصحيح الرئاسة.

وقال الأكاديمي اليمني وزعيم المؤتمر الشعبي العام في حديث لـ “عربي 21” إن “الأمر بعيد عن هادي، فهم يريدون تصفية الشرعية حتى لا يتمكن اليمنيون من توحيد قرارهم”.

وتابع: “لو أرادوا تصحيح الرئاسة لبحثوا علنا ​​عن صيغة دستورية، لكنهم يبحثون عن صيغ توافقية تنتهي فور التوقيع عليها، ويمارسون ذلك في غرف مغلقة وسرا”.

وأشار الشجاع إلى أن غياب هادي جاء بسبب قرار من التحالف، حيث أنه هو الذي منع طائرته من الهبوط في مطار عدن، متهما التحالف بقيادة الرياض بـ “تشكيل ميليشيات مسلحة خلقت فراغًا أمنيًا في المنطقة”. مجالات شرعية، في حين أن التحالف نفسه لم يترك أي مؤسسة متماسكة دون عمل “. لتفكيكه “.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، أنه إذا نجح التحالف في تضليل القوى السياسية أو شراء مواقعها بمكاسب فورية، فسيؤدي ذلك إلى تصفية الشرعية ونقل القرار إلى الميليشيات التي ستعارض الحكم وتمثل اليمن.

وأضاف: وهذا ما يريده التحالف ليبقى في اليمن سنوات طويلة في ظل الفوضى التي يراهن عليها.

وكان ممثلو الأحزاب والقوى الداعمة للشرعية اليمنية قد وصلوا إلى الرياض، على ما يبدو بعد استدعائهم من قبل قيادة التحالف، في ظل معلومات مسربة تفيد بأن معنى ذلك هو مناقشة مقترحات تهدف إلى الاتفاق على “قمة إعادة هيكلة الشرعية”. بموجبه يتم تقييد سلطات هادي وعزل نائبه. لصالح ثلاثة نواب للرئيس يمثلون جغرافية شمال وجنوب ووسط اليمن.

ولم يصدر أي توضيح رسمي من الرئاسة اليمنية حول ما تم تداوله، فيما لم يتمكن “عربي 21” من الحصول على تعليق من أي مسؤول حكومي على هذا الأمر.

وعقد الرئيس اليمني، الخميس الماضي، اجتماعا بقيادة الأحزاب والقوى السياسية في مقر إقامته بالرياض، وشدد على ضرورة توحيد القوى للمحافظة على أرض اليمن وشعبه من خطر مليشيا الحوثي الإرهابية، بحسب ما نشره. وكالة الانباء الرسمية “سبأ”.

وقال هادي: “إن البلاد تمر بمرحلة مهمة تدعو الجميع لتحمل مسؤولية الحفاظ عليها وعن الثوابت الوطنية المتمثلة في وحدة اليمن والنظام الجمهوري والنهج الديمقراطي الذي لا يقبل المساومة أو المساومة”.

كما شدد على مكانة ودور الأحزاب السياسية الوطنية، التي تعد جزءً لا يتجزأ من مكونات الدولة ونظام الحكم في البلاد، كشركاء في إدارة الدولة من خلال تمثيلها ووجودها في الحكومة و مفاصل الدولة المختلفة وقاعدة مجتمعية كبيرة تساهم في إخراج البلاد من الأزمات.