الآثار الإيجابية للاستعمار تعد قضية الانتداب والاستعمار من نقاط الخلاف في الأوساط العربية وخاصة في دول العالم الثالث حيث امتلكت الدول الأوروبية إمبراطوريات كبيرة تمتد حول العالم، حيث سيطر الفرنسيون على شمال غرب إفريقيا ووسط إفريقيا، وسيطر الإنجليز على مصر والخليج والعراق، وإن كان الانتداب وسياسة الانتداب لم يقتصرا على الفرنسيين والبريطانيين، والجدير بالذكر أن لسياسة الاستعمار آثار إيجابية وسلبية. في السطور التالية من مقال اليوم، سنتعرف بالتفصيل على الآثار الإيجابية للاستعمار. تابع معنا.

الآثار الإيجابية للاستعمار

الآثار الإيجابية للاستعمار

على الرغم من أن النظرة الدائمة للاستعمار غالبًا ما تكون سلبية، خاصة من قبل الوطنيين والقوميين الذين ينظرون إليه باعتباره شرًا مطلقًا ويلومونه على الدمار والأذى والدمار الذي يصيب البلاد، بغض النظر عن أسبابه الحقيقية، إلا أن الاستعمار الأوروبي كان له العديد من الآثار الإيجابية. الاستعمار سواء كانت هذه الآثار مقصودة أو مجرد آثار جانبية، لذلك لا يمكننا تجاهل التحول الكبير الذي أحدثه الاستخدام في دول العالم الثالث.

منذ بداية الاستعمار الأوروبي لآسيا وأفريقيا، كانت الاختلافات الثقافية والعلمية حاضرة وواضحة، لكن هذه الاختلافات سرعان ما تضاءلت مع الثورة الصناعية الأوروبية وتطور التقنيات الحديثة، وهذا الاختلاف له العديد من الآثار الإيجابية للاستعمار والتي تتلخص في الآتي

1- إنشاء البنية التحتية الأساسية

الآثار الإيجابية للاستعمار

عندما جاء الاستعمار الأوروبي إلى المنطقة العربية، كانت هذه المنطقة تحت سيطرة قوى وإمبراطوريات متعددة تتقاسم الهيمنة، حيث لم تكن الدول الحالية موجودة في ذلك الوقت ولم تكن المفاهيم الوطنية موجودة، لكن الأفكار الأوروبية تضمنت أفكار تخطيط حضري أفضل و إدخال الأنظمة والحكم المحلي وكذلك طرق التجارة الأفضل، والتي تعد من أبرز الآثار الإيجابية للاستعمار.

على الرغم من أن الاستعمار الفرنسي والبريطاني لعب دورًا مهمًا وأساسيًا في توفير مشاريع البنية التحتية الأساسية في البلدان التي يسيطر عليها، فقد تم توفير العديد من شبكات المياه التي تربط المدن ببعضها البعض، وتم إنشاء سكك حديدية وطرق تسمح بمرور السيارات القادمة منها. أوروبا وكذلك الشبكات الكهربائية وشبكات الهاتف وأشياء أخرى كثيرة، وكذلك مشاريع البنية التحتية الأساسية التي تشمل الطرق والجسور والأنفاق وأيضًا الطراز المعماري الذي يعد أحد الآثار الإيجابية للاستعمار.

كما جلب الاستعمار الأوروبي العديد من المشاريع الكبرى التي تعد من أهم المشاريع التي قام بها استعمار قناة السويس التي بنتها شركة قناة السويس الفرنسية في منتصف القرن التاسع عشر لجعل الطريق الملاحي بين أوروبا وآسيا. أفضل وتشكل مصدر أهمية أساسية لمصر الحديثة. يمكننا القول أن قناة السويس هي إحدى الآثار الإيجابية للاستعمار.

قد تكون مهتمًا أيضًا

2- التربية والصحة

شكلت المنطقة العربية مركزًا طبيًا وعلميًا مهمًا على المستوى العالمي، ولكن سرعان ما انتهى هذا العصر الذهبي في ظل الحكم الديني وتوقف الطب عن مكانه لعدة قرون، واعتمد على الأعشاب الطبية والوقاية مع عدم وجود المضادات الحيوية.، والعودة القوية وظهور الاستعمار ساهم الغرب بشكل مباشر أو غير مباشر في جلب العلوم الطبية الغربية، حيث جاءت اللقاحات لأول مرة، والأمراض التي أرعبت البشر لقرون عديدة، مثل الحصبة والجدري وشلل الأطفال. ومع توفر الأدوية، عادت أفكار السحر والتنجيم المتعلقة بالأمراض إلى التراجع مرة أخرى.

من الناحية التربوية، لا يختلف هذا الأمر بشكل كبير عن الرعاية الصحية قبل الاستعمار الأوروبي، حيث كان التعليم مقصورًا على القراءة والكتابة والحساب، مع تركيز شبه كامل على التعليم الديني، وعلى الرغم من أن المؤسسات التعليمية كانت حصرية ولم تكن تسمح للجميع للتعلم، ورفعوا هذا الأمر أدى إلى بناء الجامعات وإعداد التعليم العالي الذي يعد من أفضل وأهم الآثار الإيجابية للاستعمار.

3- التقنيات الحديثة والثورية

تعد التقنيات الحديثة والثورية من بين الآثار الإيجابية للاستعمار

ظلت الحياة ثابتة لقرون عديدة دون تغيرات حقيقية في طريقة المعيشة وطبيعة العمل، ولكن في بداية القرن العشرين كانت وسائل النقل مقتصرة على الحيوانات والعربات التي تجرها الحيوانات، وأساليب الاتصال لا تفعل ذلك. الاستغناء عن الرسائل النصية أو الكلمات المنطوقة من قبل الناس، ولكن في الواقع، قد يواجه المجتمع الغربي صعوبة في تحليل تناول الطماطم أو استخدام طابعة.

هذا الاختلاف الكبير في التطور العلمي والتقني سمح بالتقدم الأوروبي على مناطق أخرى وإدخال اختراعات مهمة مثل المحركات البخارية ومحركات الاحتراق الداخلي، وكذلك السيارات والقطارات والطائرات، وهذا التطور هو أحد الآثار الإيجابية للاستعمار.

4- إدخال الأنظمة الديمقراطية

قبل قدوم الاستعمار الغربي للمناطق العربية، كانت هذه المناطق مقسمة إلى دول تابعة للسلطنة العثمانية أو ممالك منفصلة وتخضع لتأثيرات خارجية. مهدت المعاهدة التي أبرمت بين لبنان وفرنسا الطريق لإعلان استقلال لبنان في تشرين الثاني (نوفمبر) 1936، وهو ما يعتبر أحد الآثار الإيجابية للاستعمار.

على الرغم من أن الدول العربية لا تزال منقسمة في الغالب بين ممالك تستخدم أساليب حكم العصور الوسطى وديكتاتوريات عسكرية للحكم المطلق، فإن القاعدة لم تعد فردية ونهائية، وعند التفكير في حكم الدول العربية وتاريخها الطويل في النمط الموروث من حكم سواء ملكية أو أميرية أو قبلية. من خلال إزالة تأثير القوى الأوروبية على المنطقة، فإنها تظل ضمن الأساليب السابقة للحكم دون التقدم إلى أشكال أكثر ديمقراطية لتمثيل أكبر للشعب.

الآثار السلبية للاستعمار الأوروبي

هناك العديد من الجوانب السلبية للاستعمار والانتداب الأوروبي، والتي تضمنت العديد من الحروب والصراعات وغيرها. ومن أهم هذه الآثار السلبية نذكر ما يلي

1- قتلى حروب وثورات كبيرة

تتطلب السيطرة على منطقة جغرافية مأهولة في أغلب الأحيان وقوع معارك واقتتال، حيث يكون الفتح بالجيوش كما نعلم جيدًا، وهذا ما فعله الأوروبيون الذين أسسوا إمبراطوريتهم، كما فعل العثمانيون من قبلهم، والرومان، العرب والفرس وغيرهم.

جدير بالذكر أن الحروب والمعارك التي استمرت لسنوات عديدة وتسببت في مقتل عائلات على أيدي قوات الاحتلال، ما تسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة. ضحاياه بغياب التكافؤ العسكري بين المستعمر والدولة المستعمرة، وهذا ما حدث في الثورة الجزائرية التي بلغ ضحاياها المليون ونصف المليون وهي من أكبر الكوارث الإنسانية التي هددت الإنسانية وهذه البقعة الجغرافية و انه التاريخ.

2- استغلال الموارد والعمالة الرخيصة للمستعمرات

الدافع الرئيسي وراء توسع الإمبراطوريات عبر التاريخ هو الموارد الرخيصة وطرق التجارة أيضًا، حيث سيطرت الإمبراطوريات على المزيد من المناطق، مما يزيد من الازدهار الاقتصادي للأرض الأم، حيث أن الموارد الطبيعية وعائدات الضرائب والجمارك تقع على طرق التجارة أو يسهلون أهدافهم التجارية والتسويقية.

وتجدر الإشارة إلى أن النمو الاقتصادي للموارد تم من خلال الحد من استخراج الموارد الثمينة، مثل الموارد الجوفية المختلفة بموجب التفويض أو من قبل الشركات التابعة للأرض الأم، مع حقيقة أن ربع الثروة ينتمي في المقام الأول إلى المستعمر وليس إلى السكان الأصليين للمستعمرة. وهذا يزيد من ثروة الدول المستعمرة مقابل بقاء المستعمرات على حالتها السابقة أو تدهورها الاقتصادي.

3- استغلال المستعمرات كأسواق رئيسية للمنتجات

استغلال المستعمرات كأسواق رئيسية للمنتجات

مع الثورة الصناعية الكبرى في أوروبا، أصبحت العديد من المجتمعات الأوروبية قادرة على إنتاج كميات أكبر من المواد، وبمرور الوقت يتشكل فائض كبير من المنتجات، وهو أمر يصعب تسويقه داخل القارة الأوروبية نتيجة النزاعات والخلافات بين الدول.، وهذا ما جعل المستعمرات مكانًا مثاليًا لبيع المنتجات وخاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، حيث يمكن الحصول على أرباح كبيرة مع حقيقة أن الأسواق كانت في الأصل مغلقة وشبه حصرية لمنتجات المستعمر فقط

من المهم الإشارة إلى أن التجارة التي نقلت البضائع الأوروبية إلى الأسواق الآسيوية والأفريقية حملت العديد من التحسينات على المستوى الفني ونقل الصناعة الأوروبية وأساليبها، ولكن مع دخول الصناعة والتكنولوجيا إلى الدول، لم تكن في هذا المجال. شكل حر لهذه البلدان، بل كان يحمل معه تحويلاً معاكساً للمال والثروة. والمال وكذلك المواد النفسية من المستعمرات إلى المستعمرين، كما ساهمت السياسات الاحتكارية للمستعمرين في خنق المنافسة واستمرار ضعف الاقتصاد داخل المستعمرات.

4- الحدود التي رسمها الحاكم والاضطرابات الأهلية

الحدود بين سوريا والعراق والأردن والمملكة أو بين مصر والسودان وليبيا هي على الحدود التي رسمها الحاكم، ومع بزوغ الحرب العالمية الثانية ونهايتها كانت القوى الاستعمارية التقليدية وخاصة فرنسا وبريطانيا، هم في وضع حرج، كما هو الحال مع الخسائر الفادحة التي لحقت بهم نتيجة الحرب ضد النازيين في ألمانيا، وجد الفرنسيون والبريطانيون أنفسهم مضطرين للتخلي عن الكثير وتحمل تكاليف السيطرة عليه.
جدير بالذكر أن الانسحاب السريع للقوات الأوروبية من المستعمرات تسبب في ترسيم الحدود الغربية بين الدول، حيث انقسمت العديد من العائلات على جنسيتين مختلفتين لأبنائهم حسب مكان إقامتهم.

ومن أهم المشاكل التي تنتج عن الانسحاب السريع للقوات الأوروبية وما تعانيه هذه المنطقة هو الصراع العربي الإسرائيلي.

الآثار الإيجابية للاستعمار .. في ختام هذا المقال، عرفنا بالتفصيل الآثار الإيجابية للاستعمار، كما تعلمنا الآثار السلبية للاستعمار.