توقعت وكالة موديز إنفستورز سيرفيس أن تؤدي الاستقالة الأخيرة للحكومة في الكويت إلى مزيد من أجندة الإصلاح في البلاد، مما سيكون له تأثير سلبي على تصنيفها الائتماني.

حتى مع احتمال تحقيق فائض في الموازنة المنتهية في مارس 2024 بسبب ارتفاع أسعار النفط، تتوقع الوكالة عودة العجز في موازنة العام المالي 2024 مع عودة أسعار النفط إلى مستوى 50. – 70 دولاراً للبرميل.

ولفتت إلى أن استقالة الحكومة الثالثة منذ يناير 2021 تؤكد العلاقة المتصدعة بين الحكومة ومجلس الأمة، الأمر الذي جعل الكويت تتخلف عن نظيراتها في الخليج في مجالات الإصلاحات المالية والاقتصادية، وهو ما تسبب في صعوبات سيولة للدول العربية. الحكومة على مدى العامين الماضيين، بحسب صحيفة الرأي الكويتية.

وجاءت الاستقالة، كما ذكرت الوكالة، فيما كانت الحكومة تجري مباحثات مع مجلس الأمة بشأن القوانين الرئيسية المتعلقة بالتمويل الحكومي ومشروع موازنة 2024، وتسعى لتقليص بعض جوانب الدعم الحكومي.

ولفتت وكالة موديز إلى أن الأبحاث الحكومية جارية لإصدار قانون جديد للدين العام من شأنه أن يسمح للحكومة بإصدار سندات دين داخلية وخارجية بآجال استحقاق تصل إلى 30 عامًا ضمن سقف 60٪ من الناتج المحلي الإجمالي، دون تاريخ انتهاء محدد.

وأضافت أن الحكومة تدرس أيضا إصدار قانون يسمح لصندوق التوليد بتمويل “الاحتياطي العام”.

تعتقد موديز أنه بدون هذه القوانين لن تتمكن الحكومة من تمويل عجزها إلا من خلال السحب من أصولها في صندوق الاحتياطي العام الذي تعتمد عليه الوكالة في تقديراتها لمخاطر السيولة الحكومية، لأن احتياطيات السيولة للصندوق بها إلى حد كبير نتيجة العجز المتتالي في الموازنة منذ عام 2015.

ولفتت وكالة موديز إلى أن الكويت عرضة للتوجه العالمي للابتعاد عن استهلاك النفط والغاز، فيما تناولت في تقريرها مقترحات الحكومة لتقليص الاعتماد على عائدات النفط التي واجهت معارضة برلمانية.

ومن بين الإجراءات المقترحة، فرض ضريبة القيمة المضافة والضرائب على الإنتاج وتوسيع ضرائب الدخل على الشركات لتشمل الشركات الوطنية. كما أفادت الوكالة بأن الحكومة فشلت في خفض تكلفة الرواتب والأجور التي تشكل حوالي 60٪ من إجمالي الإنفاق.

وخلصت وكالة موديز إلى أنه على الرغم من امتلاك الكويت لأصول مالية حكومية ضخمة، إلا أنها تظل في الوقت نفسه الأكثر اعتمادًا بين دول مجلس التعاون الخليجي على عائداتها النفطية.

وتوقعت أن يؤدي انخفاض الطلب العالمي على النفط إلى خفض الأصول السائلة للبلاد، والتي قدرت موديز بأكثر من 250٪ من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية العام المالي 2021.