من أقسم بالله وآمنوا به فهو حديث يكرره كثير من الناس، ولكنه حديث غير صحيح، ولكنه يحمل نفس معنى حديث آخر.

من اقسم بالله وصدقه

وهذا القول متداول بين الناس، أي أن لفظ الجلالة عظيم التقدير والتقدير، وإذا ورد اسم الله تعالى على لسان الإنسان فلا بد من تصديق الحلف.

وذلك لأن الجميع يعلم أن كلمة جلالة لها قدسيتها وعظمتها التي لا يستطيع أحد التقليل من شأنها أو التقليل من شأنها. لذلك عندما يأخذ القاضي أقوال أحد الشهود في القضية، يطلب من الشاهد أن يحلف ويكتفي بذلك في تصديق أقواله.

كما أن بين الخصوم أمور كثيرة تتعلق بالحكم. يقول الناس عنها عند الحلف بالله تعالى، وكذلك في حالات الشهادة في حالات مختلفة، والتي قد تكون حساسة لدرجة أنها ستؤدي إلى حياة إنسان أو سمعة فتاة، فيكون للقسم ما يلي. قدسية خاصة.

ومن هذه الفرضية الراسخة في ضمير الناس من تعظيم كلمة الجلالة ظهر هذا القول (من أقسم بالله صدقه)، لكن العديد من الأئمة أكدوا أن هذا القول اللفظي غير موجود في الأحاديث الصحيحة المذكورة في نبي.

حديث أصلي

كما ذكرنا سابقًا، لا أحد يختلف مع هذا القول في صحة محتواه، ولكنه ليس حديثًا، ولكن الحديث الذي يشبه هذا المحتوى نفسه هو

“لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليتؤمن ومن حلف بالله فليرض، ومن لا يرضى بالله فليس من الله.” [رواه عبد الله بن عمر].

وأوضح الحديث معنى أنه لا يجوز الحلف بغير الله تعالى، فهذا من أنواع الشرك بالله. وذلك لأن الذي يقسم بالكاذب مغمور في نار جهنم.

اليمين الصالح واجبة على المسلم

وهناك حديث آخر يتحدث عن التحالفين وأهمية اليمين في لفظ الجلالة، وهذا الحديث عن البراء بن عازب – رضي الله عنه – قال

“أَمَرَنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بسَبْعٍ، ونَهَانَا عن سَبْعٍ أمَرَنَا باتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، وعِيَادَةِ المَرِيضِ، وإجَابَةِ الدَّاعِي، ونَصْرِ المَظْلُومِ، وإبْرَارِ القَسَمِ، ورَدِّ السَّلَامِ، وتَشْمِيتِ العَاطِسِ، ونَهَانَا عَنْ آنِيَةِ الفِضَّةِ، وخَاتَمِ الذَّهَبِ، والحَرِيرِ، والدِّيبَاجِ، والقَسِّيِّ، والتحديق.

ويوضح الحديث أنه في حال أقسم الإنسان بغيره على شيء ما، فيجب على القاسم أداء القسمين، كأن يدعو شخص آخر إلى الأكل ويقسم به على الجلوس ؛ وفي ذلك الوقت يجب على المحلف أن يجلس ليأكل، بشرط ألا يتأذى من أداء اليمين.

كما أكد النبي صلى الله عليه وسلم أنه من حق المسلم على أخيه المسلم أن يكون عادلاً باليمين، لأنه أقسم بكلمة جلالة لا ينبغي الاستخفاف بها في إذا كان الصالح بهذا القسم لا يضر القسم.

حكم الإكثار من الحلف

هناك الكثير من الأشخاص الذين يقسمون اليمين أثناء المحادثة أكثر من مرة ويعتقدون أنها بخير لأنهم لا يكذبون، لكن هذا يعتبر عدم احترام لاسم الله. قال الله تعالى في كتابة العزيز

(ولا تجعلوا الله اعتراضا على يمينكم، أن تكونوا بارين وتقويين، وتصالحوا بين الناس، والله عليم).[البقرة]كما ورد في سورة القلم (ولا تطيعوا كل حلف سبّ).

ويذكر كثير من الأئمة أن كثرة الحلف هي دين المنافقين، ويؤكد ذلك علماء الدين على قول الله تعالى

(يقسمون لك أنك راضية عنهم، ولكن إذا كنت راضيًا عنهم، فالله لا يرضي الناس الطيبين) [التوبة]

هناك حديث صحيح يؤكد أنه لا يشترط للإنسان أن يحلف كثيراً، حتى لو كان صادقاً. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم

“هناك ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يطهرهم فيكون لهم عذاب أليم زاني، معيل متعجرف، ورجل جعله الله. بضاعته. لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع بغير يمينه “.

ويوضح الإمام ابن الباز أنه لا يستحب للإنسان أن يحلف كثيرا، لأن كثرة النطق به تنبأ به ويقسم كاذبا، حيث كان يذكر كلمة الجلالة والسب في كثير من أقواله.

حكم الحلف كذب

الكذب من كبائر الذنوب التي نهينا عنها. عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال

“علَيْكُم بالصِّدْقِ، فإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وإيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الكَذِبَ حتَّى أن يُسجَّل أمام الله كاذب “.

ولكن هناك حالة يجوز فيها اليمين الكاذبة، وذلك إذا كانت هذه اليمين لا تضر بالناس بل تصلح بينهم، فإن الكذب حينئذ يكون من أجل فعل الخير.

على سبيل المثال، إذا كان هناك خصمان وصالح بينهما، يذهب إلى أحدهما ويخبره أن فلان والله يريد المصالحة بهدف تهدئته والتوفيق بينهما ؛ ولا إثم عليه في هذا، وكذا قول الرجل لزوجته، والله أراك أجمل النساء، ولا حرج في ذلك أيضا.

ومن خلال عرضنا، تأكدنا من أن مركز الفتوى أكد عدم وجود حديث بالصيغة المذكورة أعلاه، لكنهم متفقون على أن القسم بالله يجب أن يكون صادقًا، وفي هذه الحالة يجب تصديقه.