مفهوم السعادة في الفلسفة وما هو المعنى الحقيقي للسعادة سنتعرف عليها من خلال هذه السطور.

صاحب السعادة

قد يختلف تعريف مفهوم السعادة من فرد لآخر، لكن يتفق الجميع على أن السعادة هي ذلك الشعور الذي يشعر به الجميع ويمتلكونه على الرغم من اختلاف الأماكن والأزمنة، وكذلك على الرغم من اختلاف طبيعة الناس واهتماماتهم وآرائهم. .

فلسفة السعادة

فلسفة السعادة هي الاهتمام الفلسفي بوجود وطبيعة وتحقيق السعادة. يعتقد الفلاسفة أن السعادة يمكن فهمها على أنها نهاية أخلاقية للحياة أو كشكل من أشكال الصدفة، وفي الواقع، السعادة مرادف للحظ في العديد من اللغات الأوروبية. ومن ثم، فمن المعتاد أن يفسر الفلاسفة السعادة على أنها حالة ذهنية، أو حياة يعيشها شخص يقودها.

السعادة في تاريخ الفكر الفلسفي

احتل مفهوم السعادة في تاريخ الفكر الفلسفي مكانة خاصة في الأخلاق. بالنسبة لمعظم الفلاسفة، من الفيلسوف اليوناني سقراط إلى الفيلسوف البريطاني برنتراند راسل، إلى الفيلسوف الإسلامي الفارابي.
بالإضافة إلى وجود عشرات الأمثال الصادرة عن الحكماء. والسعادة كمفهوم، حتى لو تغير معناها وأصبح ثريًا، فهي من المفاهيم التي لا تعاني من البلى بسبب ارتباطها بالحياة البشرية.
لا أريد أن أثقل على القارئ أقوال ونظريات الفلاسفة. يكفي أن أقدم، من وجهة نظري للسعادة، المعنى الأساسي لهذا المفهوم.
أعرّف السعادة مؤقتًا بالنفي بقولي السعادة تحرر الفرد من الحرمان والخوف.
الحرمان بحكم التعريف هو وجود احتياجات جسدية وروحية واقعية ومعقولة للفرد لا يستطيع الفرد تحقيقها بسبب عوامل متعددة لا يكون مسؤولاً عنها. وإذا أشرت إلى احتياجات واقعية ومعقولة، فذلك من أجل التمييز بين الأحلام الفردية الخاصة التي لا ترتبط بالظروف الخارجية، مثل حلم الشخص بأن يصبح كاتبًا مشهورًا بدون موهبة الكتابة والمعرفة التي تصنع له هكذا.
احتياجات الإنسان المتعلقة بالحياة الكريمة، مثل الحفاظ على جسم سليم، والحق في الشفاء من المرض، وامتلاك منزل بشري، والقدرة على توفير المأكل والملبس، والوصول إلى التعليم والمعرفة، والعمل المطابق، و إن القدرة على التمتع بإنجازات العلم والحضارة كلها احتياجات مشتركة بين البشر. والفشل في تحقيق هذه الحاجات وما يماثلها هو الحرمان الذي يولد البؤس والبؤس، والعكس بالعكس يوفر السعادة.
إشباع الحاجات الروحية لا يقل أهمية عن إشباع الحاجات الجسدية. بل قل إن التمييز بين السعادة الروحية والسعادة الجسدية والفصل بينهما أمر مستحيل.
التحرر من الخوف شرط ضروري للحياة الطبيعية. لا سعادة في حين يخاف الكائن من الجوع ويخاف من سلطة الاستبداد ويخاف من المستقبل ويخاف من القتل والحرب.
بل الخوف على الحياة يدفع الإنسان الخائف إلى الهجرة إلى أي مكان يشعر فيه بالأمان، ويترك مسقط رأسه وحقول طفولته ومنزله. مئات الآلاف غامروا بالنزول إلى البحر، تاركين بلادهم بحثًا عن الأمان وخوفًا على الحياة.
والسعادة شعور بالسعادة، أي أن السعادة لا تنفصل عن الشعور بها. الشعور هنا يعطي لذة الحفاظ عليها والمحافظة عليها والدفاع عن الظروف التي ولدتها، ومن هنا لا فصل بين الوطن والسعادة. لذلك يا لها من مأساة أكثر من مغادرة وطنك سعياً وراء السعادة في أوطان الآخرين!

مفهوم السعادة في المجتمع المعاصر

لقد خطت البشرية الحديثة خطوات عملاقة في التقدم والتقدم الحضاري بفضل ثورة العلوم والتكنولوجيا، لذلك لا ننكر الحضارة المعاصرة وفرتها ورفاهيتها. وهو ما جعل الإنسان نفسًا مستهلكًا وشعاره “ما هو أفضل ما في الجديد” وما هو “أنا أستهلك فأنا موجود”. في هذا السياق، قد نسأل عن مفهوم السعادة. ما معنى السعادة اليوم بأي معنى نمثل علاقة السعادة بالرفاهية والوفرة في حضارتنا المعاصرة ألا يمكن أن تتحول أخلاق الرفاهية هذه إلى ظاهرة تخفي حقيقة أن الإنسان المعاصر معزول أخلاقياً وبالتالي مستعبد للمجتمعات الاستهلاكية هل هناك طريق للسعادة
المفهوم السائد للسعادة اليوم لا يعني الميل الطبيعي لكل فرد لتحقيقها بنفسه. على العكس من ذلك، فإن مفهوم السعادة مصطلح أيديولوجي يعبر عن أسطورة السعادة ويعني، وفقًا لجون بودريلار، أسطورة الديمقراطية وأسطورة المساواة. النجاح منذ الثورة الصناعية والتقدم التكنولوجي غير المسبوق الذي تلاها، في جعل السعادة مطلبًا مشتركًا عالميًا بين البشر وجعلها المرجع المطلق للمجتمعات الاستهلاكية.

إذن ما المقصود بالسعادة في المجتمع الاستهلاكي

يتم تحديد السعادة من خلال وظيفتها الأيديولوجية ومن خلال المقاييس المرئية التي تحول السعادة إلى رفاهية للجميع ومتعة للجميع، مع الأخذ في الاعتبار أن المجتمع الاستهلاكي يعرف في المقام الأول على أنه مجتمع رأسمالي أو ليبرالي، وهذا الوضع الكوني هو ما تم تحقيقه مع العولمة الاقتصادية. اليوم تحكمها أشياء وإشارات تسمى ال، والرفاهية، بدورها، تسمى الرفاه.
متطلبات السعادة
الاكتفاء المادي.
الصحة الجسدية.
تحقيق الإنجاز والأهداف.
القدرة على تجاهل المشاعر السلبية.
أنواع السعادة
السعادة قصيرة المدى تتعلق بإتمام عمل معين.
السعادة طويلة المدى هي سلسلة متواصلة من دوافع السعادة قصيرة المدى.

نصائح مهمة لتكون أكثر سعادة في الحياة

1- النظرة الإيجابية إلى الذات والحياة
السعادة تكمن في نوع نظرتك لنفسك والحياة التي تعيشها، إذا كانت هذه النظرة سلبية، ستتحول حياتك إلى جحيم لا يطاق وستمتلئ بالبؤس والحزن، لكن إذا كانت نظرتك إلى حياتك ونفسك إيجابية ستتحول حياتك إلى حديقة كبيرة مليئة بأزهار السعادة والفرح.
2- ذكريات طيبة
يمكنك الحصول على السعادة المطلقة في الحياة، من خلال تطبيق بعض القواعد والعمليات البسيطة بشكل يومي ودائم، على سبيل المثال، تذكر كل الذكريات الجميلة والأيام الخاصة التي عشتها في الماضي، لأن هذه الطريقة تساهم في تخليصك من كل شيء. النقاط المزعجة والسلبية المخزنة في داخلك وعقلك والتي تسبب لك الحزن والإحباط.
3- التسامح
لا شيء يمكن أن يمنحك سعادة في الحياة أكثر من قدرتك على مسامحة نفسك والآخرين، وذلك بالتخلص من كل أشكال الشكوى والتذمر، ومسامحة الآخرين وعدم التفكير في كل الأخطاء التي ارتكبوها بحقك، بالإضافة إلى تتسامح مع نفسك ولا تعاقبهم على أخطاء الماضي.
4- تحدث إلى الأصدقاء
يلعب الأصدقاء دورًا مهمًا في الحياة، ويؤثرون على مقدار السعادة التي تعيشها، لذلك عليك أن تحيط نفسك بمجموعة من الأصدقاء المخلصين، وتتحدث معهم في مختلف أمور وجوانب الحياة، والاستفادة من الإجازات الرسمية. الإجازات للقائهم، والذهاب في رحلات ترفيهية خاصة.
5- الاستمتاع بالحاضر
لكي تشعر بسعادة أكبر في الحياة، عليك أن تتعلم كيف تستمتع بالحاضر الذي تعيش فيه، وأن تستفيد من جميع النقاط الإيجابية فيه، بدلاً من التفكير في الماضي المزعج، أو حتى التفكير المبالغ فيه. مستقبل.
6- اقترب من الله تعالى
إن الاقتراب من الله تعالى، والانخراط في العبادة اليومية، يساهم بشكل كبير في غرس مبادئ السعادة والراحة النفسية في حياة الإنسان، لأن الاقتراب من الله يجعل الإنسان يشعر بأمان لا نهاية له، ويبعده عن كل مشاعر الخوف التي تولده. حزن في حياته.
7- لا تفرط في العمل
انغماس الإنسان في عمله بشكل مبالغ فيه يؤثر سلباً على راحته النفسية وسعادته، لذلك عليك العمل باعتدال وعدم تكريس حياتك كلها للعمل فقط، وذلك من خلال الاستفادة من الإجازات الصيفية وعطلات نهاية الأسبوع. تقضي مع أفراد أسرتك أو أصدقائك، وممارسة العديد من الأنشطة. تجعلك تشعر بالمرح والسعادة.
8- الاقتناع
من الضروري جدًا أن يكون لديك الرضا والرضا عن كل ما أعطاك إياه الله تعالى، حتى تشعر بالسعادة المطلقة في الحياة.