مشاكل المراهقة لدى الأولاد كثيرة، بعضها يعود إلى التغيرات التي تحدث لدى الشاب في المشاعر والأفكار بين النضج والطفولة. لذلك يواجه الأهل مواقف كثيرة قد يتصرفون فيها بشكل صحيح أو خاطئ، لذلك كان لابد من دراسة تلك الفترة في حياة الشاب لإيجاد طرق مناسبة لحل مشاكل المراهقين للأولاد من خلالها.

مشاكل المراهقين للبنين

يمر الطفل في حياته منذ ولادته حتى بلوغه مرحلة البلوغ بمراحل عديدة، ولكل مرحلة من هذه المراحل مزاياها وعيوبها ومشاكلها الخاصة، لذا فإن معرفة خصائص كل مرحلة وصفاتها وفهمها جيداً يساعد بشكل كبير. في التغلب عليها بأمان ومعرفة كيفية إرشاد الطفل بطريقة سليمة.

بعد الولادة يمر الطفل بمرحلتين من الطفولة مرحلة الطفولة المبكرة، والتي تبدأ من الولادة حتى سن سبع سنوات، ومرحلة الطفولة المتأخرة التي تبدأ من سن سبع سنوات حتى سن الثانية عشرة.

أما مرحلة المراهقة فتبدأ من سن الثانية عشرة حتى سن العشرين. خلال سنوات المراهقة، يمر المراهق بعدة مراحل يكون فيها

1- المراهقة المبكرة

وهي تتراوح بين سن الثانية عشرة والرابعة عشر، وتتميز هذه المرحلة بالحدوث السريع لتغيرات بيولوجية للمراهق.

2- مرحلة المراهقة المتوسطة

يبدأ من سن الرابعة عشرة حتى سن الثامنة عشرة وتكتمل التغيرات البيولوجية التي تحدث في جسم المراهق.

3- المراهقة المتأخرة

والتي تبدأ من سن الثامنة عشرة إلى العشرين سنة، ويكون الشاب أكثر تركيزاً في أفعاله.

ملامح المراهقة

تعتبر هذه المرحلة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته، حيث يكتسب فيها سمات شخصيته وطريقة تفكيره العامة، ومن سمات هذه المرحلة أنها بين الطفولة والشباب.

يعاني المراهق من محاولته أن يصبح بالغًا بعقل واعٍ وفي نفس الوقت يشعر أنه لا يزال طفلًا يميل للعب مع الأطفال، ولا يستطيع الكثير من الآباء التعامل مع المراهقين في تلك المرحلة.

تجد أن الأب أو الأم يعامل الابن كما لو أنه أصبح شخصًا بالغًا ومسؤولًا، وفي أوقات أخرى يعاملونه كطفل، ومن هنا تبدأ الفجوة في التعامل بين الابن والوالدين، على أنها تقلب. يحدث في الابن.

المراهق في تلك المرحلة ينزعج من الأفكار والمشاعر، فهي فترة صعبة، حيث يشعر الكثير من الأطفال بالضياع ولا يعرفون رغباتهم، فالابن فيها مزيج من الطفولة والرجولة.

من بين الأمور التي تسبب الصدام، خاصة بين الأب وابنه، يمر المراهق في تلك المرحلة بتغيرات فسيولوجية، فقد يكون أطول من الأب وأكبر منه، وهذا المظهر يعطي الأب إحساسًا بأن ابنه أصبح الرجل الناضج ويعامله على هذا الأساس.

لكنه يتفاجأ بردود فعل غير متوقعة، إذ في الحقيقة لم يصل الابن إلى مرحلة النضج، ومن هنا يبدأ الصدام بينهما، ويشعر الابن أن الوالدين لا يستطيعان فهمه أو التواصل معه.

المراهق في تلك المرحلة حساس وحساس رغم عناده في التعامل معه.

المشاكل التي يواجهها الآباء مع المراهقين

سنعرض مشاكل المراهقة للأولاد. في تلك المرحلة، غالبًا ما يواجه الآباء العديد من المشكلات، سواء مع البنت أو الصبي، ومن بين تلك المشكلات ما يلي

1- السلوك غير المسؤول

صدور بعض السلوكيات غير المتوقعة من الابن والتي قد لا تتناسب مع عمره من وجهة نظر الوالدين، قد تكون هذه التصرفات طائشة في كثير من الأحيان.

2- قلة الوعي

معاناة الوالدين من فكرة التدخين على سبيل المثال، واعتقادهم الخاطئ بأن هذا دليل على الرجولة والنضج. المشكلة ليست فقط مع التدخين. في كثير من الحالات، يؤدي قلة اهتمام الوالدين وحسن متابعة الابن إلى تعاطي الابن للكحول وبعض أنواع المخدرات.

3- الدخول في علاقات مضطربة

وتعتبر هذه المشكلة من مشاكل المراهقة عند الصبيان. ونتيجة للمشاعر المضطربة التي يشعر بها الابن خلال تلك الفترة، قد يدفعه ذلك إلى الدخول في علاقات غير طبيعية، سواء كانت مع شباب مثله، يدفعونه إلى القيام بسلوك خاطئ أو الدخول في علاقة مع فتاة. ليس حسن التصرف.

4- المشاركة في بعض أنواع الأنشطة الخطرة

يكون المراهق في هذه المرحلة مندفعًا في أفكاره وأفعاله، حيث يقوم ببعض التصرفات التي لا تدرك عواقب الأشياء. قد تجد أن الابن يقوم ببعض الأنشطة التي قد تكون خطرة على حياته، مثل المشاركة في سباق سيارات أو استخدام بعض أنواع الأسلحة.

5- التقليد الأعمى

كثير من المراهقين في تلك المرحلة ليس لديهم بعض الصداقات مع أشخاص غير مسؤولين، ويشعر المراهق أن هذا نوع من الحرية ويبدأ في تقليد هذا الصديق بالطريقة التي يتحدث بها أو يلبسها أو يتصرف دون وعي أو يفكر في تلك السلوكيات.

6- الدخول في الاكتئاب

بعض المراهقين لديهم حساسية مفرطة بسبب اضطراب المشاعر التي يمر بها المراهق في تلك المرحلة، وفي كثير من الحالات عندما يعاني المراهق من بعض المشاكل في المظهر مثل زيادة الوزن أو أي مشكلة جسدية فإنه يجعله أكثر حساسية، ويجعله يشعر بانعدام الثقة بالنفس مما قد يؤدي للإصابة بالاكتئاب.

خصائص المراهقة عند الأولاد والتعامل معها

بعد عرض مشاكل المراهقة على الأبناء ولكي يتمكن الوالدان من تجاوز ابنهما من تلك المرحلة الصعبة، يجب أن يكونوا على دراية تامة بتلك المرحلة من جميع الجوانب النفسية والاجتماعية والعاطفية ومعرفة كيفية التعامل بشكل صحيح مع كل موقف، لذلك أنهما يستطيعان مساعدة ابنهما على تجاوزها بأمان، وهذه المرحلة لها بعض ملامحها

1- التغيرات البيولوجية في الجسم

في هذه المرحلة، تبدأ بعض غدد النمو التي كانت نائمة أثناء الطفولة في النشاط، مما يتسبب في تغيرات مثل ظهور الشعر على بعض أجزاء الجسم وتغير بداية الصوت ويصبح أكثر أجشًا.

قد تظهر بعض البثور على الوجه لدى بعض المراهقين (حب الشباب)، وذلك نتيجة وجود خلل في بعض الغدد الموجودة على الجلد، مما يتسبب في انسداد بعض المسام، مما يؤدي إلى ظهور تلك البثور.

كما أن هذه التغييرات تجعل الجسم أكثر خمولاً في هذه المرحلة، ويعاني بعض الأولاد من بعض الآلام في العظام، وقد تجد المراهق في ذلك الوقت ينام كثيراً.

يجب على الوالدين في هذه الحالة أن يتفهموا هذه الأمور، لأن هناك العديد من المشاكل التي تنشأ بين الابن وأبيه نتيجة اتهامه بالكسل والخمول الدائم، ولكن الحقيقة أن هذا على الرغم منه، مثل تلك الهرمونات التي تفرز في جسده هي السبب.

2- الشعور بالإعجاب لنفسه

في كثير من الحالات، يبدأ الشعور الزائف لدى المراهق بأنه أصبح رجلاً ناضجًا، وتبدأ مشاعر الإعجاب بنفسه في السيطرة عليه. غير الصحي.

3- النضج الجنسي

عند هذه النقطة، تبدأ الغريزة الجنسية، ومع الكثير من الانفتاح على العالم الخارجي غير الخاضع للرقابة، من السهل الحصول على أفلام ثقافية تثير الشهوة وتغرق المراهق في بحر مظلم عميق.

وللأب في تلك الفترة دور مهم في فهم الابن، والاقتراب منه، وتوجيهه بشكل صحيح، وممارسة الرياضة هي أفضل حل لتجاوز تلك الفترة، وانشغال الابن بالنشاطات يجعله لا يملك الوقت للتفكير. حول تلك الأمور.

4- الشعور بالرغبة في الاستقلال

يشعر المراهق برغبة في الخروج من عباءة الوالدين، إذ يشعر أنه أصبح رجلاً قادرًا على اتخاذ قراراته بنفسه، ولا يريد أي تدخل أبوي في حياته، وتأتي حكمة الأب هنا. في القدرة على التعامل مع المواقف.

حيث يجب أن يفي برغبة الابن في الشعور بالاستقلال وفي نفس الوقت هو تحت عينيه ولم يخرج من عباءته. يتطلب الأمر الكثير من الحكمة والصبر والذكاء في التعامل وتوجيه الابن بشكل غير مباشر حتى يمر تلك الفترة.

5- تحقيق الشعور بالانتماء

يعتقد علماء النفس أن تلك الفترة تحتاج إلى روح الانتماء، حيث يحب المراهق في تلك الفترة أن يكون له مجموعته الخاصة التي ينتمي إليها، ويجب على الوالدين مواجهة الابن بشكل غير مباشر للانتماء إلى مجموعة صالحة، مثل الفريق الرياضي الذي يلعبه. .

تلك الصداقات التي يشكلها المراهق في تلك المرحلة ليست مجرد لقاء عادي بين الأصدقاء، ولكن لها تأثير قوي على الشخصية، والتوجيهات التي يذهب إليها المراهق دون أن يشعر.

عندما ينتمي إلى مجموعة من الأصدقاء الذين يمارسون الرياضة أو الموسيقى أو غيرها من الأنشطة، تجد أن أفكار المراهق وتوجهاته وأهدافه في الحياة تتجه في الغالب إلى تلك الزاوية، مما يعمل على حمايته من الانتماء إلى مجموعات أخرى قد يؤذيه.

6- التذبذب في أداء العبادات

تذبذب العبادة من مشاكل المراهقة عند الأطفال، فتجد المراهق في تلك الفترة قد ينخرط في الشق الديني بشكل مبالغ فيه وقد تجده في أوقات أخرى يبتعد عنها، لذا فإن الهداية الدائمة من والأب في هذا الجانب مهم حتى يكون معتدلاً في أداء واجباته الدينية.

7- الرغبة في الشعور بالاحترام

من الاشتباكات العنيفة التي قد تحدث بين الابن ووالده الشعور بعدم الاحترام من قبل الوالدين وأفراد أسرته، الأمر الذي يجعله يتردد في تقديم النصيحة ولا يريد الاستماع أو فهم ما يدور حوله، على حد تعبيره. ويقابل ذلك بردود عنيفة تزيد من المشاكل والفجوة بين الطرفين.

أو الانغلاق على نفسه وعدم الرغبة في التواصل مع أي شخص، والخطر يكمن في تعرضه لمشاكل نفسية قد تجعله يرغب في التخلص من حياته والانتحار.

نصائح للتعامل مع المراهق في هذه المرحلة

مع عرض مشاكل المراهقة للبنين لابد من توضيح بعض النصائح التي يجب مراعاتها للتعامل بشكل صحيح مع المراهق وهي

  • أظهر الاحترام له ولأفكاره ولا تسخر منه.
  • لا تلومه ولا تلومه على المشاكل التي قد يسببها، لكن يجب أن تدعمه وتعلمه كيف يتصرف بشكل صحيح معهم.
  • حفزه على الشعور بالثقة في نفسه ومظهره.
  • معرفة المواهب التي يحييها ومشاركتها إن أمكن.
  • يعتبر التماسك الأسري من أهم الأساسيات التي تساعد على تجاوز هذه المرحلة.
  • إلزامه بتحمل بعض المسؤوليات لإعلامه أنك تثق به وتعتمد عليه.
  • استمع إليه جيدًا وناقش أفكاره بهدوء وحل مشاكله.
  • التعرف على الأصدقاء المحيطين به لأن البيئة الخارجية لها عامل كبير في التأثير عليه.
  • عدم مقارنته بأصدقائه أو إخوته، لأن ذلك يزعزع ثقته بنفسه.

تعتبر مرحلة المراهقة من أهم مراحل حياة الإنسان، فهي مرحلة إعداد الشخص الذي لا يستطيع إلا الاعتماد على نفسه ومفيد لمجتمعه، لذلك يجب على جميع الآباء معرفة ما تفرضه هذه المرحلة على منها من حيث التعامل بطريقة مميزة ومختلفة لتذليل كل الصعوبات الموجودة فيها.