متى يقلد الطفل الحركات ومتى ينطق بأحرفه الأولى على الرغم من التناقض في القدرات العقلية والاستيعابية، إلا أن طفلك سوف يدهشك بقدراته، ما عليك سوى الاستعداد والحضور باستمرار لتكون قدوة حسنة، لذا استمر حتى تصبح كذلك.

متى يقلد الطفل الحركات

التقليد هو الطريقة التي يتعلم بها الطفل ويستكشف العالم، سواء عن طريق تقليد الحركات البسيطة أو الأصوات البسيطة. على الرغم من اختلاف قدرات الأطفال، إلا أن الطفل يبدأ في أغلب الأحيان بالتقليد في سن 8 أشهر.

على الرغم من اختلاف الحركات في الصعوبة، فقد يبدأ الطفل في تقليد الحركات الأقل تعقيدًا قبل هذا العمر، حتى لو كانت طبيعية ولا إرادية.

يمكن القول أن بداية التقليد عند الطفل هي مع بداية قدرته على تحريك يديه بشكل مستقل، فهي الطريقة البدائية للتواصل مع من حوله.

كما أن التقليد لا يعتبر مهارة مكتسبة ولكنه فعل فطري. على سبيل المثال، الجزء من الدماغ المسؤول عن بروز لسان الرضيع هو نفس الجزء المسؤول عن تنمية التعاطف لدى الأطفال، مما يعني أن التقليد يشير إلى تطور بعض المهارات الاجتماعية الأخرى.

ثم في المرحلة التالية من حياة الطفل يبدأ بتقليد الأطفال الآخرين الذين هم أكبر منه سنًا، وهنا تبرز أهمية الألعاب التي تعتمد على المشاركة، حيث أنها تطور الجانب الاجتماعي للطفل، والآباء في تلك المرحلة. يجب مراقبة السلوك التدخلي التفاعلي.

تطور حركة الطفل

التقليد هو الطريقة الأولى لتعلم الطفل، وقد يكون التقليد عشوائيًا ولا يرتبط بالمعنى في البداية. مثلا يلوح بيده مقلدا الأم في البداية ثم يبدأ بتجربة تلك الحركة حتى يجد لها معنى وهو الوداع.

التجريب ليس دافع الطفل وحده، بل هو أيضًا المتعة واللعب والاكتشاف. تتطور هذه الطريقة التربوية بالنسبة له طوال المراحل الأولى من حياته وهي كالتالي

من 1 إلى 8 أشهر

تبدأ المرحلة الأولى من رحلة التقليد الحركي للطفل من عمر ثمانية أشهر، ويقلد من حوله، من خلال حركات بسيطة لا تتطلب الكثير من المهارات الحركية، ومن أبرزها

  • التصفيق.
  • قم بمحاكاة طريقة لعب بعض الألعاب بالضغط على زر تشغيل اللعبة.
  • الضغط على الأريكة أو الأرضية.
  • تقليد حركات الوالدين مثل إخراج اللسان أو لمس الأنف.

2 – 18 شهرًا

عندما يبلغ الطفل 18 شهرًا، يبدأ في تقليد الحركات التي تزيد عن خطوة واحدة، أو تلك الحركات التي رآها خلال العام الماضي. تشمل الحركات الشائعة بين الأطفال

  • تقليد حركات الكبار مثل التحدث في الهاتف. من الشائع أن يحمل الطفل لعبة تشبه الهاتف ويتظاهر بالحديث.
  • محاولة تنظيف الأرضية عن طريق حمل مكنسة صغيرة أو شيء من هذا القبيل، من الممتع جدًا أن ينتمي الطفل إلى عالم الكبار وأن يرى الوالدان طفلهما الصغير وهو يحاول الوصول إلى عالم الكبار.
  • حاول الاعتناء بالألعاب الصغيرة وإطعامها كما يفعل الآباء.
  • قد يحاول استخدام المطرقة كما يفعل الكبار.
  • تختلف الأفعال بين الأبناء حسب ما هو مشترك بين الوالدين.

من 3 إلى 36 شهرًا

في هذا العمر، يتظاهر الأطفال بالقيام بإجراءات أكثر تعقيدًا على عدة خطوات، مثل

  • تقليد طريقة احتفال الوالدين بالمناسبات.
  • محاكاة طريقة توديع الأب لمن هم في المنزل قبل المغادرة.
  • وضح كيفية الاعتناء بنفسك وتنظيم الحقيبة قبل مغادرة المنزل.

كيف أعلم ابني التقليد

على الرغم من أن التقليد عند الطفل أمر طبيعي، إلا أن هناك بعض السلوكيات التي تشجع الطفل على القيام بذلك، ومنها ما يلي

  • في البداية تكون الحركات المتتالية المتكررة هي الأسهل للطفل. من الممكن أن يمسك بيده ويمررها بشكل متكرر. قد لا يكون بعض الأطفال مهتمين، لذا انتظر لمدة شهر ثم حاول مرة أخرى.
  • مع التكرار، ستصبح هذه الحركات العشوائية ذات مغزى كبير للطفل، وسيدرك أن التلويح باليد يعني الوداع، وستكون الأصوات المحفزة مهمة في تلك المرحلة.
  • إن الاهتمام بالأنشطة المشتركة بين الأم والطفل، مع إظهار الحماس الكبير، سيزيد من تركيزه. على سبيل المثال، إذا ضرب الطفل اللعبة بشكل متكرر على الأرض، قم بنفس الفعل، فهذا سيجعل الطفل يشعر بالراحة مع فكرة المحاكاة.
  • قيادة الأم في ألعاب تتطلب التقليد، على سبيل المثال، دفع السيارة أو الضغط على البيانو لإخراج الصوت، أو حتى دحرجة الكرة إذا لم يبدي الطفل اهتمامًا. يمكنك أن تمسك بيده وتحفزه على التقليد، وبمرور الوقت سيكون قادرًا على التقليد بمفرده.
  • اللعب بالدمى يجعل الطفل يركز على الحركة نفسها، من ناحية، ومن ناحية أخرى، يساعده على تقوية المهارات اللغوية من خلال التحدث معها.
  • الأغاني الحركية التي يعبر عنها الطفل بحركات يد بسيطة. قم بتشغيل أغنية ثم صفق بكلتا يديك. إذا لم يستجب الطفل، فلا بأس ببعض المساعدة.

لماذا يقلد الأطفال الكبار

كما ذكرنا أن التقليد بالطفل وسيلة للتعلم، ولكن ليس هذا الدافع فقط، ولكن أهمية تلك الأفعال المتكررة واسعة منها

  • التقليد هي اللعبة المفضلة للأطفال ويجدون المتعة والتسلية فيها. لا يوجد شيء أفضل له من تقليد ما يجذبهم ليصبحوا جزءًا من هذا العالم من خلال لعب الأدوار.
  • الحب هو أكبر دافع للتقليد. فالطفل لا يقلد إلا من يحبه ويجد فيه الصفات التي يريد أن يمتلكها ذات يوم. على العكس من ذلك، قد يقوم الكفيل بتقليد من يكره بدافع السخرية، وهذه هي الطريقة الأكثر شعبية بين الأطفال للتعبير عن عدم القبول.
  • يجذب الانتباه، فالرضيع يريد رغبات نفسية مثل الكبار، ويريد الاهتمام من الآخرين ويحتفل بالإنجازات، ويحب أن يكون مصدر ضحك للآخرين، ويميل إلى تمثيل الأفكار والأحلام بداخله.
  • القدوة يميل الطفل إلى تقليد الأبطال الخارقين أو الشخصيات المفضلة لديهم في مسلسلات الكارتون.
  • يعد الانتماء إلى عالم الكبار أكبر حافز للطفل لتقليد سلوكيات البالغين، وحتى الطريقة التي يتحدثون بها واهتماماتهم.
  • الغيرة عندما يشعر أن هذا الشعور يقلد الآخرين كما لو كان في مكانهم ولديه كل ما يريده.
  • ترسيخ الهوية الذاتية يلجأ الطفل إلى المحاكاة من أجل الوصول إلى الشخصية الأقرب إليه، مما يساعده على الشعور بالتميز والتميز بين المجتمع.
  • إنه يبحث عن شخص يشبه ويحمل نفس الصفات التي يمتلكها، لذلك يلجأ إلى المحاكاة للتعرف على خصائص من حوله.

كيف استفاد من التشبه بالأطفال

يعتبر سلوك التقليد لدى الطفل فرصة ذهبية لاستغلاله لأغراض تربوية تصب في مصلحته، وذلك من خلال الطرق التالية

  • تقديم قدوة حسنة من الوالدين. لا يمكن معاقبة الطفل على الكلمات البذيئة، وهي اللغة السائدة في المنزل. بل أنا حريص على توفير السلوكيات التي تريد أن يتعلمها طفلك، وهي فرصة رائعة لتطوير الذات.
  • تقديم نماذج أخلاقية من خلال البرامج التلفزيونية أو الكوميكس، وتشجيع الطفل على اكتساب هذه السلوكيات.
  • التعامل مع الطفل بطريقة الثواب والعقاب. عند تقليد السلوك الحميد، يجب مكافأة الطفل، وعلى العكس من ذلك، يجب معاقبة السلوكيات غير السارة، بمنع وقت اللعب أو مشاهدة التلفزيون، وما إلى ذلك.

على الرغم من أن سن التقليد عند الطفل يختلف، إلا أن هناك تعزيزًا لهذا السلوك في أيدي الوالدين، لذلك قدم كل الدعم لطفلك، بشرط أن يشعر بالحرية في البحث عن نفسه وتقوية هويته الشخصية.