أثار ترتيب الأردن قبل الأخير عربياً في تصنيف تقرير السعادة العالمي 2024 الصادر عن الأمم المتحدة، الجمعة، تساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى هذا الترتيب، خاصة وأن الدول التي تعاني من صراعات داخلية كانت أفضل حالاً في هذا المؤشر.، مثل ليبيا والعراق.

وجاء الأردن في المرتبة 134 عالمياً من بين 146 دولة شملها التقرير، ويحتل المرتبة الأخيرة عربياً بعد لبنان الذي احتل المرتبة الأولى بين الدول العربية الأقل سعادة.

تم تسجيل السنوات الست الماضية ؛ تراجع ترتيب الأردن في مؤشر السعادة العالمي، حيث كان 74 عام 2017، وانخفض إلى 90 عام 2018، و 101 عام 2019، و 119 عام 2020، و 127 عام 2021، و 134 عام 2024.

واعتبر أستاذ علم الاجتماع، حسين الخزاعي، أن أهم أسباب الحلول الأردنية لأكثر البلدان بؤسا هي “الفقر والبطالة والقيود على الحريات العامة وتدهور مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وارتفاع الأسعار المتزايد،” انتشار المخدرات وفقدان الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة “.

البطالة والفقر

وأوضح أن نحو ربع السكان في الأردن يعانون من البطالة بحسب الإحصاءات الرسمية، 50 في المائة منهم من الشباب، و 40 في المائة من الذكور المتعلمين، و 82 في المائة من الإناث المتعلمات، بينما تبلغ النسبة بين المتزوجين 25 في المائة.

وأضاف الخزاعي لـ “عربي 21” أن طلبات التوظيف بديوان الخدمة المدنية بلغت 455 ألف متقدم، مؤكدا أن “هذا الرقم لا يعكس النسبة الحقيقية للبطالة، حيث إن المتقدمين للحصول على وظيفة من الديوان هم فقط. 27 في المائة من الخريجين “.

وأشار إلى أن معدل الفقر ارتفع من 10٪ عام 2010 إلى 24٪ عام 2021، ما يعني أن ربع السكان يعيشون تحت خط الفقر.

وقال الخزاعي إن تأثير الوضع الاقتصادي على المواطن آخذ في الازدياد، إذ إن 80 بالمئة من القوى العاملة الأردنية والمتقاعدين من مختلف المؤسسات المدنية والعسكرية يقل دخلهم الشهري عن 500 دينار، وتابع: “إذا تبنينا ذلك 500 دينار هي الخط المخطط لدعم الخبز شهرياً، أي أنهم تحت خط الفقر.

وتابع: “هذه النسبة الخطيرة تعني أن المواطن الأردني يواجه حالة من عدم الدعم الاجتماعي، لأن كل أفراد المجتمع يعيشون على نفس المستوى، حيث لا يستطيع أحد إقراض أو مساعدة أحد، لأنهم من نفس الطبقة الفقيرة”. . “

وأضاف الخزاعي: “لهذا السبب يلجأ الأردنيون إلى الاقتراض من البنوك، حيث بلغ حجم ديون الأفراد من هذه البنوك 12 مليار دينار أردني، أي أن 40 في المائة من دخل المواطن موجه لسداد الديون، و وهذا يؤدي إلى عدم القدرة على إشباع الحاجات الأساسية المتمثلة في الطعام والشراب والدواء “.

وأشار إلى أن 25٪ من المتزوجين ليس لديهم دخل، أي أنهم عاطلون عن العمل، مشيرًا إلى أن عدد طالبي المساعدة من صندوق المعونة الوطنية الحكومي يزداد سنويًا بنحو 25 ألفًا، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.

وأشار الخبير الاجتماعي إلى أن متوسط ​​سن الزواج للذكور في الأردن ارتفع بمقدار 31 سنة، وللنساء 27 سنة، وذلك لعدة أسباب أبرزها عدم القدرة على دفع تكاليف الزواج، مضيفة أن “هؤلاء قضوا حياتهم. دون استقرار انفعالي واقتصادي واجتماعي، ولا شك أن هذا هو أحد أسباب تراجع الأردن على مؤشر السعادة.

وأوضح أن الدراسات تظهر أن 45 في المائة من الشباب الأردني مستعدون للهجرة، بسبب عوامل الطرد الموجودة في البلاد والتي تتزايد عاما بعد عام، ولا توجد حلول لهم، مما يضاعف أعباء الشباب وأعبائهم. العائلات نفسيا وجسديا واقتصاديا.

اقرأ أيضا:

الحرية والواقع السياسي

وأشار الخزاعي إلى أن مؤشر السعادة يراعي مستوى الحرية في الدولة التي تشهد أيضا تراجعا “حيث تراجع الأردن في الترتيب العالمي لحرية السعادة من 128 عام 2020 إلى 129 عام 2021”.

وأضاف أن أخطر من هذا ؛ – انعدام الثقة بين المواطن والمؤسسات التي من المفترض أن تدعمه وتخفيف معاناته “، فمثلاً تبلغ نسبة ثقة الأردنيين في الأحزاب السياسية 12 في المئة، والبرلمان 15 في المئة، والنقابات المهنية 40 في المئة، ناهيك عن تراجع ثقته بالحكومة التي تشكل 30 بالمئة.

وأشار الخزاعي إلى شعور المواطنين بالتخلي عن هذه المؤسسات في ظل هذه الظروف الصعبة. ودفعهم إلى الامتناع عن المشاركة في العملية السياسية، إذ بلغت نسبة الإقبال في الانتخابات النيابية الأخيرة 29 في المئة، بينما وصلت في عام 2016 إلى 36 في المئة.

وأشار إلى أن المواطن الأردني يشعر بقلق بالغ إزاء مستقبل حالة المياه والطاقة وزيادة المديونية وعجز الميزانية، “وهذا لا يسلب منه السعادة فحسب، بل يجعله يعيش في قلق وتفكير دائمين. عن المستقبل الغامض الذي ينتظره في ظل تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وغياب الرؤية “. وضوح مسار الحياة السياسية.

وقال الخزاعي ان “ترتيب الاردن في ذيل الدول على مؤشر السعادة حقيقة واقعة ومن قال غير ذلك فهو يعيش في دولة اخرى” داعيا الى “تحرك سريع لوضع الحلول المناسبة التي تعيد للاردنيين”. السعادة، خاصة وأنهم سئموا الوعود والابتسامات والمحادثات غير المقنعة، ويتطلعون إلى تحقيقها على أرض الواقع.

يشار إلى أن تقرير مؤشر السعادة العالمي صدر منذ عقد بإشراف الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للسعادة الذي يصادف 20 مارس من كل عام.

يستند التقرير إلى بيانات من استطلاعات الرأي حول العالم فيما يتعلق بتقييم الناس لحياتهم في حوالي 150 دولة، وأهمها إحصائيات جالوب التي تعتمد على تقديم أسئلة للسكان حول نظرتهم لمستوى سعادتهم، ومقارنة النتائج. مع الناتج المحلي الإجمالي للدولة، والتقييمات المتعلقة بمستوى التضامن والحرية الفردية. والفساد، لإعطاء درجة إجمالية لكل بلد.

حقًا نحن شعب لا يبصرنا 😁
على ما ثبتوا أسعار المحروقات والغاز والقروض المؤجلة. كما نريد “السعادة” !!!
آخر إنجازات النهج المتبع منذ عقود ؛ الأردن في المرتبة 15 من بين 16 عربيا و 134 من أصل 145 عالميا في مقياس السعادة !!
وعادوا قائلين “نحن مستهدفون” !!!

– أحمد أبو غنيمة (AhmadAbuGhaneme)