يستمر الجدل السياسي في تونس، مع رغبة الرئيس قيس سعيد في إقامة نظام حكم جديد بعد قراره بحل البرلمان، حيث اعتبرت المعارضة الخطوة دليلاً على استيلائه غير المسبوق على السلطات، فيما تنتظر بعض المنظمات للعب دور. في حوار وطني مع منظمة رئاسية، فيما قررت الولايات المتحدة، من ناحية أخرى، خفض المساعدات العسكرية للبلاد على خلفية التطورات الأخيرة، إضافة إلى تدخل الجيش في الحياة السياسية.

قال الأمين العام لحزب العمال حمة الهمامي، الأحد، إن ما حدث في 25 يوليو / تموز كان “انقلاباً يهدف إلى الاستيلاء على السلطة”، موضحاً أنه “لم يسبق أن استولى دكتاتور على سلطات مثل قيس سعيد”.

وشدد الأمين العام لحزب العمل خلال مقابلة إذاعية، على أن “كل ما يفعله الرئيس سعيد هو الضحك على اللحى”، على حد وصفه.

وقال حمامي إن “هدف قيس سعيد هو ضرب الديمقراطية وحرية الإعلام وحرية التنظيم”، معتبرا أن “رئيس الدولة يتجه نحو ديكتاتورية الاستثناء”، متحديا “أي شخص يجلب له ديكتاتورا يتمتع بصلاحيات مثل تلك التي حصل عليها سعيد “.

وتابع “اليوم لسنا جمهورية”، مضيفا “حتى ما يسمى بجمهوريات الموز ليست في نفس الوضع مثل تونس اليوم”.

نقابة العمال .. تدعم سعيد

من جهة أخرى، قال الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي طاهري، إن الحديث مع الرئيس قيس سعيد كان صريحا.

وأكد الطاهري، في تصريح لصحيفة “الشروق” التونسية، أن الاتحاد العمالي لن يتخلى عن الحوار باعتباره السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية، مشيرا إلى أنه “لا حياة سياسية بدون أحزاب”، على حد قوله. ضعه.

محادثة سعيدة

من جهته، أكد عميد المحامين إبراهيم بودربالة، أن الحوار الوطني الذي سيديره الرئيس سعيد سيشمل المنظمات الوطنية وكافة الأطراف غير المتورطة في الفساد، بحسب تقديره.

وأضاف بودربالة أن الرئيس سعيد بإبلاغه أن “هذا الحوار سيشمل كل الأطراف الوطنية باستثناء الفاسدين وكل من حاول تقويض أركان الدولة”، على حد تعبيره.

ولفت إلى أن الحوار سيكون عديم الفائدة إذا شمل أطرافا مع فرضية تدمير هذا الحوار مهما كانت نتائجه، قائلا: “كل طرف يريد المشاركة في الحوار وخاصة من تحمل عبء الحكم في الماضي”.، يجب أن تأخذ خطوة إلى الوراء “.

قانون الانتخاب .. لا يعدل

من جهته، قال الأمين العام لشبكة المراقبين سيف الدين العبيدي، إنه لا يمكن تعديل النظام الانتخابي بمرسوم جمهوري بعد حل مجلس النواب، وفق المادة 70 من الدستور، معتبرا أن عملية المراجعة مسألة حساسة وحساسة حسب تقديره.

وطالب العبيدي في تصريح لصحيفة “الصباح” بضرورة إشراك الأحزاب السياسية والمجتمع المدني في عملية مراجعة النظام الانتخابي، داعيا إلى مراجعة شروط الترشح دون استبعاد أي حزب لأغراض سياسية. وتابع: مراجعة الحملة الانتخابية ومراقبتها وتمويلها والتقاضي والجزاءات.

واشنطن تقطع المساعدات

وفي السياق ذاته، اقترحت إدارة بايدن خفض المساعدات العسكرية الأمريكية إلى تونس بمقدار النصف، بحسب ما أفاد موقع “المونيتور” الجمعة.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية لـ “المونيتور”: “تسعى الولايات المتحدة لمواصلة دعم الشعب التونسي وتشجيع عودة الحكومة إلى الحكم الدستوري”.

وأضاف أن “التخفيضات في المساعدة الاقتصادية والأمنية الأمريكية، مقارنة بالطلبات من العام السابق، تعكس مخاوفنا الشديدة بشأن استمرار التراجع الديمقراطي”.

دعت الميزانية الأمريكية السنوية الصادرة الأسبوع الماضي إلى تقديم 61 مليون دولار كمساعدات عسكرية وأمنية لتونس العام المقبل، بدلاً من 112 مليون دولار المطلوبة لهذا العام.

كما دعت الميزانية إلى خفض 40 مليون دولار في المساعدة الاقتصادية لوزارة الخارجية لتونس، أي ما يقرب من 50 في المائة من الطلب هذا العام.

أشارت إدارة بايدن إلى أن الرئيس قيس سعيد وحلفاءه يسيرون الديمقراطية التونسية في الاتجاه الخاطئ.

وتأتي التخفيضات المقترحة في الوقت الذي تناقش فيه الحكومة التونسية التي تعاني من ضائقة مالية إمكانية الإنقاذ مع صندوق النقد الدولي.

– المونيتور (AlMonitor)

نظام الحكم في تونس هو نظام رئاسي معدل (شبه رئاسي أو ثنائي)، يعتمد على توزيع الصلاحيات بين الرئاسة والحكومة والبرلمان.

منذ 25 يوليو الماضي، تمر تونس بأزمة سياسية حادة بعد أن صادق سعيد على إجراءات “استثنائية” جمد فيها صلاحيات البرلمان، ورفع الحصانة عن نوابه، وعزل رئيس الوزراء، وعلّق أقسامًا من الدستور، وأخيراً. البرلمان المنحل.

حل الرئيس التونسي، الأربعاء، البرلمان، بعد أن وافق الأخير، في جلسة عامة افتراضية، على قانون يلغي هذه الإجراءات، التي ترفضها غالبية القوى السياسية والاجتماعية، واعتبرها “انقلابًا على الدستور وديمقراطية البلاد”. “