أكدت حركة “النهضة” التونسية، أن اقتراح ديوان المحاسبة بإسقاط عضوية جميع قوائمها في جميع المحافظات، باستثناء ولايتي الكاف وسليانة، هو قرار أولي بأنها ستستأنف أمام القضاء.

وقال عضو مجلس النواب عن حركة النهضة عماد خميري في تصريح خاص لـ عربي 21: “ما حدث حتى الآن هو أن القاضي قرر إسقاط قوائم حركة النهضة في البرلمان، باستثناء قوائم حركة النهضة. الكاف وسليانة حتى الآن وسنستأنف على هذا القرار، ولدينا ثقة في القضاء الذي تغير هيكله بعد الثورة وأصبح مستقلاً لأن أحكامه مستقلة عن أي تأثير عن أي توجيهات سياسية.

وأشار الخميري إلى أن “هذه القضايا المتعلقة بدائرة المحاسبة أثيرت منذ فترة، وإن صدور التوصية الآن يأتي في سياق الضغط على مجلس النواب ومكوناته الداخلية”.

وأضاف: “لدينا مخاوف من ضغوط على القضاء، خاصة من رئاسة الجمهورية، وهو ما رأيناه في المشاهد العامة في محاولة محمومة لتقويض حركة النهضة”، على حد تعبيره.

قال المتحدث باسم المحكمة الابتدائية في تونس، محسن الدالي، في 14 تموز / يوليو، إن قاضي التحقيق في قطب القضاء الاقتصادي والمالي (مجمع قضائي متخصص في قضايا الفساد الإداري والمالي) فتح تحقيقا في قضايا الفساد الإداري والمالي. رسوم “تلقي تمويل خارجي”.

وأضاف الضالع أن التحقيق يشمل كلاً من حزب “النهضة” (53 نائباً من أصل 217، قبل أن يعلن 8 نواب استقالتهم من الكتلة الأسبوع الماضي)، و “قلب تونس” (28 نائباً) وتجمع “عيش تونسي” ( ثقافي ورياضي خاص / نائب واحد). في البرلمان).

كشفت محكمة الحسابات، وهي أعلى هيئة رقابية قضائية في تونس، في تقرير عن تعاقد حركة النهضة الإسلامية مع شركة ضغط وإعلان أميركية من أجل تلميع صورة الحركة.

كما اتهم التقرير حزب قلب تونس، برئاسة رجل الأعمال نبيل القروي، بالتعاقد مع شركة ضغط أجنبية بقيمة 2.85 مليون دينار، وتم تحويل جزء من قيمة العقد عبر حساب مصرفي غير مصرح به وهو حساب زوجته.

وانتقد الرئيس مرارا القضاء على تأخره في إصدار أحكامه النهائية من خلال التقرير المذكور، وذهب إلى حد التهديد بإصدار قرارات من شأنها تنفيذ نتائجها.

وأقر مجلس النواب التونسي، الأربعاء الماضي، في جلسة افتراضية، قانونا يلغي الإجراءات الاستثنائية التي أطلقها الرئيس سعيد في 25 يوليو، ومنها تجميد اختصاصات مجلس النواب، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وحل مجلس القضاء الأعلى.

وبعد ساعات أعلن سعيد، في خطاب متلفز، حل مجلس النواب “حفاظا على الدولة ومؤسساتها”، معتبرا أن جلسة مجلس النواب وما خرج منها كانت “محاولة انقلابية فاشلة”، قبل إحالتهم للتحقيق. .

ومنذ الجمعة، أحيل عشرات النواب (من بينهم رئيس مجلس النواب رشيد الغنوشي) إلى التحقيق أمام فرقة مكافحة الإرهاب، التي كان مقررا اليوم بشأن نواب آخرين قبل تأجيل الجلسة إلى موعد لاحق.

تشهد تونس منذ 25 يوليو / تموز أزمة سياسية حادة، عندما بدأ سعيد بفرض “إجراءات استثنائية” من بينها تجميد صلاحيات البرلمان، وإصدار التشريعات بمراسيم رئاسية، وإقالة الحكومة، وتعيين أخرى جديدة.

وترفض غالبية القوى السياسية والمدنية في تونس هذه الإجراءات، وتعتبرها “انقلابًا على الدستور”، فيما تؤيدها قوى أخرى، معتبرة إياها “تصحيحًا لمسار ثورة 2011” التي أطاحت بالرئيس آنذاك. زين العابدين بن علي.