يستعد المستثمرون لمدة أسبوع قبل البيانات الاقتصادية الكبيرة في الولايات المتحدة، بما في ذلك النظرة الأولى بين يناير ومارس، والمزيد من أرقام التضخم.

من المتوقع أن ينمو النشاط الاقتصادي الأمريكي، وفقًا لإجمالي الناتج المحلي، بمعدل سنوي 1٪ فقط خلال الربع الأول من هذا العام، وفقًا لتوقعات المحللين في Refinitiv.

يتوقع نموذج الناتج المحلي الإجمالي الحالي للبنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا معدل نمو سنوي معدل موسمياً يبلغ 1.3٪ اعتبارًا من منتصف أبريل، الأمر الذي سيضع الإدارة الأمريكية في مأزق صعب.

سيكون هذا انخفاضًا حادًا مقارنة بمعدل النمو بنحو 6.9٪ في الربع الأخير من عام 2021، وسيجعلها أسوأ فترة ثلاثة أشهر منذ الركود الوبائي في الربع الثاني من عام 2020.

على عكس التوقعات الصادمة لمعدلات النمو، فإن التوقعات برفع أسعار الفائدة الأمريكية ما زالت تلقي بظلالها على الأسواق، خاصة مع التصريحات والبيانات الصادرة عن البنك المركزي الأمريكي، والتي تشير إلى عدة زيادات في أسعار الفائدة خلال العام الجاري في سياق احتواء أكبر موجة تضخم تشهدها البلاد منذ أكثر من 40 عامًا.

يتوقع الاقتصاديون أن النمو سيتباطأ في نهاية المطاف من الوتيرة التي شهدناها خلال إعادة الافتتاح الكبير.

ولكن حتى بالمقارنة مع فترات ما قبل فيروس كورونا، عندما كان الاقتصاد الأمريكي ينمو بثبات بوتيرة أكثر اعتدالًا، فإن تحقيق معدل نمو بنسبة 1٪ سيكون مخيبا للآمال.

كيف حدث هذا؟ .. على سبيل المثال، أعادت الشركات بناء مخزونها في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما عزز النشاط الاقتصادي.

تلاشى ذلك في الربع الأول من عام 2024، وفقًا لخبراء اقتصاديين من Action Economics.

وتشير البيانات إلى أن الربع الأول من العام الجاري بدأ مع اندلاع موجة انتشار طفرة «أوميكرون»، ما تسبب في ارتفاع الإصابات وتجديد القيود بهدف احتواء انتشار الفيروس.

في حين أن التأثيرات كانت قصيرة المدى، إلا أن التأثير طويل المدى أصبح واضحًا الآن فقط.

كما كان على الأمريكيين أن يقلقوا من ارتفاع الأسعار واستمرار ارتفاع التضخم، ناهيك عن الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي أدى إلى ارتفاع قياسي في أسعار الغاز، واستمرار تداعيات هذا الارتفاع في التأثير على أسعار جميع السلع والخدمات.

في مارس، أظهرت بيانات مبيعات التجزئة الصادرة عن مكتب الإحصاء أن المبيعات الإجمالية تعززت فقط من خلال الإنفاق في محطات الوقود، حيث قفزت المبيعات بنسبة 9٪ تقريبًا.

هذا يؤكد نقطة مهمة: حتى الآن، لا يزال المستهلكون الأمريكيون ينفقون بحرية، ولكن يبدو أن الكثير من ذلك يرجع إلى ارتفاع الأسعار في كل مكان بدلاً من زيادة الاستهلاك.

وعلى الرغم من أن المستهلكين الأمريكيين لا يزال لديهم مدخرات مكبوتة من أيام الإغلاق الوبائي، فإن مستويات التضخم التي لم نشهدها منذ 40 عامًا لا تجعل الناس يذهبون للتسوق الباهظ.

في النهاية، سوف يلحق هذا الواقع بالنمو الاقتصادي الأمريكي، والذي يحتاج إلى إنفاق استهلاكي سليم.