ذكرت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان ومبادرة الحرية، أن الأمن المصري ينتهك حقوق الإنسان في مختلف أماكن الاحتجاز، باستخدام العنف الجنسي الممنهج ضد المعتقلين وعائلاتهم.

سلط تقرير لمنظمة حقوق الإنسان الضوء على 655 حالة عنف جنسي ضد محتجزين وعائلاتهم تم رصدها وتوثيقها بين عامي 2015 و 2024.

ويكشف التقرير عن استخدام السلطات المصرية للعنف الجنسي كوسيلة للإكراه الجسدي والمعنوي على المعتقلين، ومعاقبة المواطنين والسيطرة على أجسادهم.

وقال عمرو أحمد، مدير الأبحاث في مبادرة الحرية: “منذ لحظة الاعتقال، ليس هناك ما يضمن عدم تعرضهم للعنف الجنسي داخل أماكن الاحتجاز المصرية”. يتعرض المعتقلون وعائلاتهم وأحبائهم لعنف جنسي مروّع على أيدي سلطات الدولة.

وأوضح التقرير أن السجناء والمعتقلين من رجال ونساء وأطفال يتعرضون للعنف الجنسي داخل السجون المصرية.

ويوثق التقرير الانتهاكات طوال دورة الاعتقال، فيما أفادت عائلات وزملاؤها المعتقلين بتعرضهم للاعتداء الجنسي أثناء عملية الاعتقال وأثناء زيارات السجن لعائلاتهم.

تم توثيق حالات العنف الجنسي المذكورة في التقرير من خلال مقابلات مع الناجيات والمحامين وأفراد الأسرة، وكذلك من خلال مراجعة وتحليل بعض ملفات القضايا التي أبلغ فيها المحتجزون النيابة عن تعرضهم للعنف الجنسي أثناء احتجازهم، في حين أن الجناة و لم يتم محاسبة المتورطين. في هذه الانتهاكات، حتى عندما تم توثيق الانتهاكات من قبل المسؤولين الحكوميين.

وأشار التقرير إلى أن المعتقلين يواجهون عقبات في السعي للمساءلة أو إمكانية العلاج والتعافي بسبب الخوف من انتقام سلطات الدولة، وكذلك الخوف من وصمة العار الاجتماعية المحيطة بالاعتداء الجنسي.

وقال كريم طه نائب مدير الجبهة المصرية لحقوق الإنسان: “الضحايا يواجهون تحديات كبيرة في التحدث علنا ​​عما تعرضوا له، وفي ظل عدم وجود تحقيقات مستقلة، يمكن القول إن الحالات التي وثقناها تمثل جزء صغير من العدد الإجمالي لضحايا الهجمات “.

وشدد كريم على أن “العنف الجنسي على يد سلطات الدولة منتشر بشكل كبير، وما هو إلا وسيلة أخرى تستخدمها السلطات للسيطرة على أجساد وحياة من تعتبرهم رعايا لها”.

قالت أليسون مكمانوس، مديرة مكتب التحقيقات الفدرالي: “بصفتنا شريكًا أمنيًا رئيسيًا لمصر، تقع على عاتق المسؤولين الأمريكيين مسؤولية إدانة العنف الجنسي الذي يحدث في أماكن الاحتجاز المصرية، والتأكد من عدم نشر أي معلومات أمنية تم الحصول عليها عن طريق التعذيب”. البحث في مبادرة الحرية.

وأكد أليسون: “علينا أن نطمئن أولئك الذين روا قصصهم وشهاداتهم بشجاعة على الرغم من وصمة العار والمخاوف من انتقام لا يمكن تصوره، أنهم لم يفعلوا ذلك عبثًا”.