أعلنت كييف، اليوم السبت، أن الحرب في أوكرانيا مستمرة لليوم الخامس والأربعين، وسط تطورات في المفاوضات الحالية مع روسيا، والتي أسفرت عن تبادل جديد للأسرى بينهما.

تبادل الأسرى

قالت أوكرانيا إنها أعادت 26 مواطنا في إطار تبادل الأسرى مع الجانب الروسي.

في بيان، أشارت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك إلى إجراء تبادل ثالث للأسرى مع روسيا بناء على تعليمات من الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وقال فيريشوك إن الجانب الروسي أطلق سراح 26 أوكرانيًا و 12 جنديًا و 14 مدنياً.

ولم يدل المسؤول بتفاصيل ما قدمته أوكرانيا للجانب الروسي مقابل ذلك.

مقبرة جماعية في بوتشا

وفي سياق آخر، قال مدير شرطة منطقة كييف الأوكرانية، أندريه نيبيتوف، اليوم السبت، إنه تم العثور على 40 جثة لمدنيين في مقبرة جماعية بمدينة بوتشا.

وأضاف، في تصريح صحفي، أن شرطة منطقة كييف فتشت، الجمعة، مقبرة تعد من أكبر المقابر الجماعية للمدنيين الذين قتلتهم القوات الروسية.

وذكر أن الجثث الأربعين التي عثر عليها في المقبرة الجماعية تخص مدنيين لم يبدوا أي مقاومة.

وأشار إلى أن “القوات الروسية أطلقت النيران بشكل منهجي على المدنيين في بوتشا”.

وأوضح أن بعض الضحايا قتلوا بنيران أسلحة ثقيلة.

وذكر أن هناك رجال ونساء تتراوح أعمارهم بين 40 و 60 عاما بين المدنيين الذين قتلتهم القوات الروسية.

وأشار إلى أن أطقم الطب الشرعي وخبراء الطب الشرعي يقومون بفحص الجثث وتوثيق جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الروسي.

وأوضح أنه تم التعرف على بعض الجثث التي تم استخراجها من المقبرة، وسيتم إرسالها للفحص لتحديد أسباب الوفاة.

وأوضح أنه بحسب الفحوصات الأولية التي أجراها خبراء الطب الشرعي، كانت هناك إصابات بالرصاص في مناطق الرأس والجسم للعديد من الجثث “مما يشير إلى مقتل العديد من المدنيين بأسلحة آلية أو بنادق قنص”.

والسبت الماضي، نشر الجيش الأوكراني صورا لجثث متناثرة على أرصفة شوارع بوتشا بضواحي العاصمة كييف بعد انسحاب القوات الروسية منها.

وتنفي روسيا المزاعم بأنها قتلت مدنيين في بوتشا وتقول إن صور القتلى كانت “بناء على أوامر” من الولايات المتحدة في إطار مؤامرة لإلقاء اللوم على موسكو.

ممرات بشرية

أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك، السبت، الاتفاق على فتح 10 ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين من عدة مدن في شرق البلاد.

وقال المسؤول الأوكراني إنه سيتم فتح ممرات إنسانية، يوم السبت، وستسمح للمواطنين بمغادرة عدة مدن في مناطق دونيتسك ولوهانسك وزابوروجي.

وأوضحت أنه سيتم إجلاء أولئك الموجودين في مدن ماريوبول وإنيرودار وتوكماك وبيرديانسك ومليتوبول إلى مدينة زابوروجي، في حين سيتمكن سكان مدن سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك وبوباسنا وجرسكي وروبيني من الذهاب إلى مدينة بخموت.

سبق أن طالبت أوكرانيا روسيا بفتح ممرات إنسانية في 4 مدن رئيسية.

قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك إن بلادها نقلت للجانب الروسي طلبها بفتح ممرات إنسانية في 4 مدن رئيسية.

وأوضحت في بيان صحفي، الثلاثاء، أن الوفد الأوكراني نقل إلى الجانب الروسي خلال مفاوضات اسطنبول طلب كييف فتح إلزامي وعاجل للممرات الإنسانية في مدن كييف وماريوبول وخاركيف وتشرنيغوف.

“ممر بري بين شبه جزيرة القرم ودونباس”

قالت وزارة الدفاع البريطانية، السبت، إن روسيا تطمح إلى إقامة ممر بري بين شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس، مؤكدة أن “المقاومة الأوكرانية” تواصل إفشال هذا الطموح.

وقالت الوزارة في بيان على تويتر: “تواصل روسيا قصف الأوكرانيين غير المقاتلين، مثل أولئك الذين قتلوا في الهجوم الصاروخي أمس على محطة كراماتورسك للسكك الحديدية في شرق أوكرانيا”.

– وزارة الدفاع 🇬🇧 (DefenceHQ)

وأضاف البيان أن العمليات الروسية مستمرة في التركيز على منطقة دونباس وماريوبول وميكولايف، بدعم من صواريخ كروز التي أطلقتها البحرية الروسية.

وأضاف أنه من المتوقع أن يزداد النشاط الجوي الروسي في جنوب وشرق أوكرانيا دعما لهذا النشاط.
واختتم البيان بالقول إن “المقاومة الأوكرانية مستمرة في إحباط الطموحات الروسية بإقامة ممر بري بين شبه جزيرة القرم ودونباس”.

بعد استفتاء أحادي الجانب، في 16 مارس 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية، والتي لم يعترف بها المجتمع الدولي، وأعقبها فرض عقوبات على موسكو من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعدد من الدول.

روسيا تدمر مستودع ذخيرة

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، أن قواتها دمرت مخزنا كبيرا للذخيرة في منطقة دنيبروبتروفسك وسط أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية إن القوات الروسية دمرت مستودع ذخيرة كبير للجيش الأوكراني بالقرب من بلدة نوفوموسكوفسك بمنطقة دنيبروبتروفسك بصواريخ جوية عالية الدقة.

وأضاف أنه تم تدمير طائرة ميج 29 وطائرة هليكوبتر من طراز Mi-8 ومستودع ذخيرة جوية في مطار ميرغورود العسكري في مقاطعة بولتافا (وسط).

وأوضح أن القوات المسلحة الروسية استهدفت 85 منشأة عسكرية في أوكرانيا في يوم واحد.

وتمكنت من تدمير 127 طائرة و 98 مروحية و 425 طائرة مسيرة و 2031 دبابة ومدرعات و 228 قاذفة صواريخ و 880 مدفعية وقاذف هاون و 1932 آلية عسكرية للجيش الأوكراني منذ بدء الهجوم الروسي.

من جهة أخرى، أشار كوناشينكوف إلى أن بلاده أكدت معلومات تشير إلى أن “النظام الأوكراني يخطط لاستفزاز جديد بهدف اتهام روسيا بارتكاب مجازر بحق المدنيين في بلدة عربين شمال غربي العاصمة كييف”، بحسب ما أفاد. على موقع روسيا اليوم.

وأشار إلى أن الجيش الروسي غادر المنطقة منذ أكثر من أسبوع.

موسكو: الدول الأوروبية تعاقب نفسها

قال مسؤول روسي إن أوروبا بصدد استنفاد قدراتها لفرض عقوبات جديدة على بلاده، معتبراً أن أوروبا تعاقب نفسها وليس روسيا.

ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن المندوب الروسي الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيزوف قوله: “أعتقد أن العقوبات اقتربت من بلوغ سقفها الأقصى”.

واعتبر أن “الدول الأوروبية تعاقب نفسها الآن أكثر من روسيا والاقتصاد الروسي”.

وقال إن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على استيراد الفحم الروسي لن يضر باقتصادنا.

وأوضح أن “الفحم، على عكس الغاز، من السهل جدًا إعادة توجيهه في اتجاه آخر. هناك الكثير من مشتري الفحم الروس في العالم”.

جدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على 1002 فرد و 32 كيانًا روسيًا، من بينهم الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف ورجال أعمال وضباط عسكريين.

كما حظر الاتحاد الأوروبي استيراد الفحم وتصدير السلع الكمالية إلى روسيا، وكذلك منع بعض البنوك الروسية والبيلاروسية من العمل في نظام Swift المصرفي الدولي.

وتحجم بعض دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا والمجر، عن حظر واردات الطاقة الروسية بسبب اعتمادها الشديد عليها في ظل عدم وجود بديل.

أوكرانيا: أين هي الاستجابة العالمية؟

من ناحية أخرى، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى رد عالمي حازم ضد روسيا، بعد أن استهدفت قواتها محطة قطارات في شرق البلاد، الجمعة، مما أدى إلى مقتل 52 شخصًا.

وقال زيلينسكي في خطاب ألقاه مساء الجمعة إن قصف محطة قطار كراماتورساك، حيث كان 4000 شخص يحاولون الفرار من هجوم روسي وشيك في الشرق، يرقى إلى مستوى جريمة حرب أخرى.

ودعا إلى محاسبة جميع المتورطين في الهجوم، مضيفًا أن الدعاية الحكومية الروسية حاولت إلقاء اللوم على القوات المسلحة الأوكرانية في الهجوم على محطة القطار.

واضاف “نتوقع ردا عالميا حازما على جريمة الحرب هذه”.

وأسفر التفجير عن مقتل 52 شخصًا بينهم 5 أطفال، وإصابة حوالي 100 شخص بينهم إصابات بليغة، فيما نفت روسيا مسؤوليتها عن الضربة.

وأظهرت الصور التي التقطت بعد الهجوم عشرات الجثث مغطاة بالقماش المشمع وبقايا صاروخ كتب عليها باللغة الروسية “للأطفال”.

مات ماكاريف

اتهم فاديم توكار، رئيس بلدية ماكاريف الأوكرانية، القوات الروسية بقتل 132 مدنيا في منطقته بمنطقة كييف.

وقال توكار في بيان لمحطة تلفزيون فيرخوفنا رادا، في وقت متأخر من يوم الجمعة، إن المسؤولين المحليين جمعوا الجثث التي قال إن أصحابها قتلوا برصاص القوات الروسية.

وأضاف أن القوات الروسية قتلت 132 مدنيا في مكاريف، بحسب ما أوردته شبكة سي إن إن.

وأوضح طوكر أن جميع البنى التحتية في مكاريف تقريبًا دمرت، ودُمرت مستشفى، وقصفت مجمعات سكنية ومباني أخرى.

وأضاف المسؤول المحلي أن بلدته كانت بلا كهرباء أو ماء أو غاز منذ أكثر من شهر، مضيفًا: “ليس لدينا حتى السلع الأساسية في المنزل”.

وقال توكار إن ماكاريف شهد “كارثة طبية” بعد إجلاء جميع الأطباء.

وأشار إلى أنه قبل العملية العسكرية الروسية كان يقطن المدينة 15 ألف نسمة، بينما يعيش فيها الآن أقل من ألف نسمة.

في 24 فبراير، شنت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، أعقبتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “صارمة” على موسكو.

ولإنهاء العملية، تطالب روسيا أوكرانيا بالتخلي عن أي خطط للانضمام إلى الكيانات العسكرية، بما في ذلك منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو”، والالتزام بالحياد التام الذي تعتبره كييف “تدخلاً في سيادتها”.