كشفت مصادر لصحيفة “الرأي” أن هناك نقاشات مصرفية مفتوحة تدفع البنوك إلى إعادة النظر في التعليمات المنظمة لنسب السيولة المصرفية، بشرط تخفيفها، بحيث تكون معدلات احتساب هذه النسب أقل رقابية، وفي مقدمتها التي تم إنشاؤها على المدى الطويل، بشرط أن تستمر البنوك في الالتزام بتطبيق متطلبات معايير “بازل 3”.

ويرى مسئولو البنوك أن هذا الاتجاه يتوافق مع التغيرات التي حدثت في السوق، وفي مقدمتها تداعيات عمليات السحب التي قامت بها المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية من ودائعها لأغراض الاستثمار، في وقت كانت فيه جميع البنوك التخطيط لتوسيع الائتمان خلال الفترة المقبلة، مدفوعاً بتوقعات متفائلة بتحسن بيئة الأعمال، الأمر الذي يتطلب المصرفي زيادة مصادر التمويل للتوسع المستهدف، والذي يعززه خفض مستويات السيولة المحجوزة.

وأشاروا إلى أنه من منطلق الحيطة التنظيمية، لجأ البنك المركزي إلى الموافقة على طبقات إضافية من الحماية لضمان قدرة البنوك على ترتيب مقياس استحقاقاتها، موضحين أن تخفيفها في الوقت الحالي لن يقلل من معدلات الكفاية السليمة التي تم تشكيلها.

منذ الانتهاء من تطبيق قواعد “بازل 3” في نهاية عام 2018، يتعين على البنوك الكويتية الامتثال لخمس مجموعات مختلفة من تعليمات مراقبة السيولة، وهي: نسبة السيولة التنظيمية، وطريقة سلم الاستحقاق، ونسبة القروض. إلى مصادر الأموال المتاحة، ونسبة تغطية السيولة (LCR)، ونسبة صافي التمويل المستقر (NSFR).

تستخدم نسب السيولة لتحديد مدى قدرة المنشأة على الوفاء بالتزاماتها قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، ويتم احتساب هذه النسبة بقسمة الأصول المتداولة على المطلوبات المتداولة، بينما تتمتع البنوك الكويتية بسيولة وفيرة وتتمتع بحماية كافية من أي سيولة. صعوبات لمدة 30 يومًا.

وأوضحت المصادر، بحسب وكالات التصنيف الدولية، أن البنوك المحلية تحتفظ باحتياطيات مالية قوية، وما يزيد من ملاءة البنوك من حيث فوائض السيولة، أنها تتسابق نحو استثمار أموالها في السندات “المركزية” بأسعار فائدة منخفضة. تتعارض مع معدل الأسعار التي يمنحونها لفترة من الوقت، والتي يتم تصنيفها من خلال المقارنة على أنها مرتفعة.

ومع ذلك، فإن التحدي الذي واجهته البنوك لبعض الوقت يتعلق بتنظيم نسب السيولة المطلوبة منها عن طريق الإشراف. في الماضي، كانوا يعتمدون بشكل أساسي على الودائع الحكومية، والتي يتم تصنيفها على أنها أموال مستقرة، ويمكن تصنيفها إلى فئات تخفف الكثير من البنوك عن مواجهة الضغوط التي تواجهها.

لكن مع زيادة السحوبات الحكومية على عكس السابق، بدأ أكثر من بنك يواجه ضغوطًا متزايدة في ترتيب نطاق فوائده، مما حفز النقاش على التفكير في إمكانية المراجعة الرقابية لمتطلبات السيولة، سواء عن طريق تقليصها، أو الاستغناء عن بعض النسب المطلوبة، خاصة التي يمكن تلبيتها في متطلبات أخرى مماثلة. أو يمكن تحقيق ذلك من خلال متطلبات “بازل 3”.