دعا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، رئيس الوزراء المغربي الأسبق عبد الإله بنكيران، العرب والمسلمين إلى العودة إلى الله والتوبة، وجعل عبادة الله أولوية من أجل التنافس على الملذات الدنيوية العابرة. الحياة.

جاء ذلك في كلمة أذاعها بنكيران على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي ضمن مشروع بعنوان: “آية أوقفتني”.

وحث بنكيران المسلمين على مراجعة علاقتهم بكتاب الله والحياة، من خلال إعادة ترتيب الأولويات وجعل الدين وعبادة الله تعالى في المقام الأول، معتبرا أن الملذات الدنيوية ليست في النهاية وسيلة لتسهيل الأمور. عبادة الله وليست هدفا في حد ذاتها.

بدأ بنكيران من قصة قال إن خطيبًا مغربيًا رواها في إحدى خطبه بالمساجد المغربية في تفسير آيات قرآنية في سورة الشعراء. قال: دخلت مسجدا هنا بالعاصمة المغربية الرباط ووجدت الشيخ صبان يروي قصة مأمون بن مهران رضي الله عنه وكان أعمى وهو من الأجداد: قال لابنه ذات يوم إنه يجد قسوة في قلبه، فأخذني إلى الإمام، وأعتقد أنه الإمام الحسن. فأخذه إليه .. أول ما وصلوا معه، قال له: يا إمام، أجد قساوة في قلبي، ألا تحذرني؟ فقال له: نعم، وتلا عليه قوله تعالى: (أتظن أننا استمتعنا بهم منذ سنين … ثم جاءهم ما وُعدوا به؟ .. ما لم ينفعهم ما كانوا يفعلون؟ للإستمتاع.” فسقط الشيخ على الأرض وقام مثل شاة إذا ذبحت، ثم أخفت عنه، ووقف وقال لابنه: لنذهب الآن بعد أن شكر الإمام، بالإضافة إلى تلاه. لك آية واحدة .. قال: يا بني كفى.

وبحسب بنكيران، تلخص هذه الآية معنى وجوهر الحياة، و “أن هذا العالم الذي نعيش فيه هو عرق يتسابق فيه الناس من أجل المتعة والمتعة، سواء كان ذلك المال، أو الطعام، أو الشراب، أو العلاقات الحميمة.، كسب، إلخ .. الحقيقة أن هذا مشروع مشروع، لكنه ينقلب على طبيعته “. ويصبح مضرًا عندما يصبح أساس الحياة، وهو في الواقع ليس كذلك، لأن الله تعالى رتب الأمور بترتيب سليم … والسبب الذي من أجله خلقنا أداء واجب العبادة، وهذا هو لأن الله تعالى يقول: “إني خلقت الجن والإنس ليعبدوا”.

وأضاف: “فالأصل العبادة، وهذه العبادة ليسهل على الإنسان أن يصنع ما يعيش معه في الدنيا وهذا طبيعي .. صنع له طعامًا وشرابًا وجعل الزوج. زوجة والعكس، وعمل له سيارة وسكنًا “.

وتابع: “هذه الآية تخبرنا: طيب، لنفترض أننا قدمنا ​​لك كل ما تريد وأعطيناك كل وسائل الاستمتاع:” هل تظن أننا أعطيناهم سنين من اللذة “… فلا بد أن يكون هناك نهاية، فهذه الآية تدل على أن الموت لا مفر منه، فقد قال سنين ولم يقل قرونا، والله سبحانه وتعالى قادر على كل ذلك كما في حالة نوح عليه السلام. ولكن في أغلب الأحوال تقاس حياة الإنسان بالسنوات .. ثم يقول تعالى: “فَأَتَى مَوْعُودُهُمْ”. الموت لا مفر منه، ولا بد من الحساب، والله تعالى يتكلم عن الذين لم يستجيبوا له، ووعدهم وهددهم بالعذاب، وقال: ما لم ينفعهم ما كانوا ينعمون به. “

ورأى بنكيران أن هذا التفاهم يدعو المسلم إلى إعادة النظر في الأولويات، فقال: “لقد مرت تلك اللحظات، ويتصور يوم القيامة أنه سيبقى في المساء أو في الصباح، وفي ذلك الوقت”. سيجد نفسه أمام عواقب ما تركه وراء الترتيب الصحيح، وهو أن الإنسان خُلق لعبادة الله تعالى. جعل الله له وسائل في الدنيا لهذا الهدف، فبدلاً من عبادة الله والاستفادة من الوسائل لتسهيل عبادته، ما فعله هو عكس ذلك، وغرق في طلب اللذة وترك دينه جانبًا. فإما نسيته إطلاقا أو مرتبة هامشية أو وضعها في المرتبة الثانية .. وهذا ليس صحيحا لأن الدين يأتي في المقام الأول، وهو هدف الخلق البشري الذي ينتج عنه الملذات الحقيقية. الجنة التي تقدمها السماء والأرض. بالمقابل لم يقضي الله على نار وقودها الناس والحجارة “.

وأضاف: “على الإنسان أن يراجع أولوياته ويعيد ترتيبها بالشكل الصحيح، لأن ملذات الدنيا عظيمة بقدر ما لا تثري الإنسان أمام الله تعالى. لديك هذا المنطق حتى تكون نتيجتك مع الله أفضل، وإلا فلن يفيدك الاستمتاع بهذا العالم “. حسب تعبيره.

يأتي خطاب بنكيران، الداعي إلى الزهد في الدنيا وجعله وسيلة إلى الآخرة، في ضوء التحولات السياسية والاقتصادية الكبرى التي تشهدها المنطقة العربية والإسلامية والعالم، وفي ظل أزمة اقتصادية حادة، بسبب جائحة كورونا الذي عمقته الحرب الروسية على أوكرانيا.

منذ إقالته من منصبه كرئيس للوزراء في ربيع 2017، اعتاد بنكيران على التحدث عبر صفحته على فيسبوك لجمهوره وأنصار أبناء العدل والتنمية، المغاربة والمسلمين بشكل عام، عن مواقفه وآرائه الفكرية والسياسية. .. غالبًا ما تسبب مداخلاته جدلًا فكريًا وسياسيًا بين معجبيه وخصومه على حدٍ سواء.

وأكد بنكيران، بكل كلماته المرئية التي بثها على صفحته، على ضرورة الصورة التاريخية التي جمعته مع وزير الدولة السابق ووزير خارجيته الراحل عبد الله بهاء، الذي توفي في حادث السكة الحديد الشهير في 7 ديسمبر، 2014.