سجلت أسواق شمال سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة ارتفاعًا في أسعار معظم السلع، متأثرةً بتداعيات الحرب في أوكرانيا، بالتزامن مع إعلان تركيا منع تصدير عشرات المواد الغذائية إلى خارج أراضيها، نظرا لصعوبة توريد هذه المواد وزيادة الطلب عليها.

ورصد عربي 21 ارتفاعا في أسعار الزيوت النباتية والسمن والسكر بنسبة 30-40 في المئة وسط مخاوف من ارتفاع أسعار الخبز، بسبب نقص مخزون القمح في المجالس المحلية و “الحكومة السورية المؤقتة”.

بلغ سعر لتر الزيت النباتي 40 ليرة تركية ارتفاعا من 20 ليرة تركية قبل نحو شهر.

يأتي ذلك بعد إعلان تركيا حظر تصدير قائمة من المواد الغذائية لمواجهة التداعيات الاقتصادية للحرب في أوكرانيا.

بالإضافة إلى الحبوب، حظرت تركيا تصدير البذور والزيوت من بذور وزيوت عباد الشمس والقرطم وبذور اللفت وزيت النخيل وفول الصويا وزيت الزيتون، بسبب ارتفاع الطلب المحلي عليها.

أوضح مساعد المدير العام للجمارك في “الحكومة المؤقتة”، محمد القاد، أن الحرب في أوكرانيا جعلت من الصعب تأمين بذور عباد الشمس التي تستخدم في إنتاج الزيوت النباتية في تركيا، الأمر الذي دفع أنقرة إلى منع تصدير زيوت خارج أراضيها وشمال سوريا.

وأضاف القاد في مقابلة مع Arabi21 أن “تركيا لديها مخاوف بشأن أمنها الغذائي، خاصة وأن الحرب في أوكرانيا جعلت عمليات الاستيراد صعبة”.

من ناحية أخرى، أشار المسؤول الجمركي إلى أن قرار حظر التصدير يشمل فقط البضائع المصنعة محليًا، ما يعني أن التجار في شمال سوريا يمكنهم استيراد الزيوت النباتية والسمن والأعلاف من خارج السوق التركية (ترانزيت).

بدوره، قدر وزير المالية والاقتصاد في “الحكومة المؤقتة”، عبد الحكيم المصري، معدل ارتفاع أسعار السلع في شمال سوريا بنحو 20 بالمئة، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.

وقال لعربي 21، إن تراجع إنتاج النفط في تركيا وتعطش الأسواق المحلية لهذه المادة دفع تركيا إلى منع تصديرها، الأمر الذي ساهم في ارتفاع أسعارها في شمال سوريا، بالنظر إلى أن المنطقة تعتمد على الواردات من تركيا.

وأشار إلى أن الحكومة السورية المؤقتة تدرس كافة السبل لتوفير بديل للزيوت النباتية التركية، بالتنسيق مع التجار للاستيراد من دول أخرى.

بالإضافة إلى الزيوت، تعاني أسواق الشمال من ضياع المواد العلفية، الأمر الذي أدى إلى إحجام غالبية المربين عن المهنة، وهو ما أكده المصري، مشيراً في هذا السياق إلى نية “المؤقتة”. “لتنفيذ مشاريع لدعم الثروة الحيوانية، بما في ذلك توفير كميات من العلف المجاني للمربين.

وبحسب الوزير فإن المشكلة لا تكمن في نقص المواد، بل في ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أن “شمال سوريا يمر بظروف اقتصادية معقدة، علما أن غالبية السوريين يعيشون تحت خط الفقر في الأول. مكان.”

في موازاة ذلك، شهدت أسعار مواد البناء ارتفاعا، خاصة في حديد البناء والأسمنت، حيث ارتفع طن الحديد بنحو 100 دولار، بسبب صعوبة استيراده، وارتفاع أسعار الشحن البحري عالميا.

قال نائب رئيس نقابة الاقتصاديين في الشمال السوري، خير العبود، لـ”عربي 21 ”، إن الحرب في أوكرانيا أثرت على أسعار أسواق العالم بأسرها، من حيث ارتفاع الأسعار.

ويضيف العبود أن سوريا بشكل عام تعاني من أزمة اقتصادية صعبة، وارتفاع الأسعار يعني زيادة حدة الأزمة، واتساع رقعة الفقر، الأمر الذي يتطلب زيادة المساعدات الدولية للداخل السوري.

وبحسب نائب رئيس نقابة الاقتصاديين، فإن سوريا على شفا أزمة اقتصادية أكثر صعوبة من ذي قبل، ما يجعل البلاد أكثر تضررا من تداعيات الحرب في أوكرانيا.

بالانتقال إلى مناطق النظام، تؤكد الشبكات الإخبارية الموالية أن أسعار المواد الغذائية تشهد ارتفاعات غير مسبوقة، منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

يُلاحظ أن الآثار الاقتصادية للحرب في أوكرانيا ظهرت بسرعة في السوق السورية، بسبب الاعتماد شبه الكامل على الواردات.