افتتح المغرب وإسبانيا مرحلة جديدة من شراكتهما استأنفوا على أساسها التعاون في عدة مجالات بعد أزمة دبلوماسية استمرت نحو عام.

وجاء في بيان مشترك عقب المحادثات بين الملك محمد السادس ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ؛ والدولتان “تفتتحان اليوم مرحلة جديدة تقوم على مبادئ الشفافية والحوار الدائم والاحترام المتبادل”.

أجرى سانشيز محادثات في الرباط يوم الخميس مع الملك محمد السادس لتأكيد المصالحة بين البلدين، في خطوة أصبحت ممكنة مع تغيير مدريد لموقفها من نزاع الصحراء الغربية لصالح الرباط.

وجدد البيان التأكيد على أن “إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قدمها المغرب عام 2007 أخطر أسس وواقعية ومصداقية لحل النزاع” حول الصحراء الغربية.

– وكالة MAP (agency_map)

وفتح تبني مدريد لهذا المنصب الجديد منتصف مارس الماضي، وتخليها عن حيادها التقليدي، الباب لتطبيع علاقاتها مع المغرب، بعد أزمة دبلوماسية حادة استمرت نحو عام.

وأكد الجانبان التزامهما بمعالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك “بروح الثقة والتشاور بعيدا عن الإجراءات الأحادية والأمر الواقع”.

وأعلن البيان المشترك عن خارطة طريق “دائمة وطموحة” لتجسيد المرحلة الجديدة في العلاقات بين البلدين، ومن أولى “أهدافها استئناف الحركة الطبيعية للبضائع عند المعابر الحدودية لسبتة ومليلية”، بحسب ما أفاد البيان. سانشيز في مؤتمر صحفي مساء الخميس.

منذ عام 2019، أوقف المغرب تدفق البضائع من هذين الجيبين الإسبانيين، الواقعين على ساحله الشمالي، حيث تعتبر هذه التجارة تهريبًا. استمر الإغلاق مع انتشار جائحة كوفيد ليشمل أيضًا حركة الناس.

اقرأ أيضا:

كما تضمنت خارطة الطريق “إعادة ربط المسافرين البحريين بين البلدين”. ويشهد هذا الارتباط وتيرة مكثفة خلال مسيرة المهاجرين المغاربة المقيمين في أوروبا، التي استثنى المغرب منها الموانئ الإسبانية الصيف الماضي، في ذروة الأزمة بينهما.

كما أعلن الطرفان عن “إطلاق وتعزيز التعاون في مجال الهجرة”، وهو ملف رئيسي في العلاقات بين البلدين. المغرب هو نقطة انطلاق لمعظم المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى إسبانيا من عدة موانئ، ويتهمهم العديد من المراقبين باستخدام هذا الملف كبطاقة ضغط.

بالإضافة إلى تفعيل مجموعة مشتركة تعنى بمسألة تحديد المياه الإقليمية على الجبهة الأطلسية، التي يتاخم فيها المغرب وجزر الكناري الإسبانية.

وأنهى هذا التحول أزمة دبلوماسية حادة قبل عام بين الرباط ومدريد اندلعت بسبب استضافة إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو الغربية إبراهيم غالي للعلاج “لأسباب إنسانية”.

وأثار ذلك استياء الرباط التي أكدت أنه دخل إسبانيا من الجزائر “بوثائق مزورة وهوية مزورة” وطالبت بـ “تحقيق شفاف”.

في ذلك الوقت، تفاقمت الأزمة مع تدفق حوالي 10000 مهاجر، معظمهم من المغاربة، بما في ذلك العديد من القصر، إلى الجيب الإسباني سبتة في شمال المغرب، مستغلين تراخي الرقابة على الحدود من الجانب المغربي.