تتطلع كرة القدم العربية إلى كتابة تاريخ جديد في النسخة المقبلة من مونديال كأس العالم المقرر إقامتها في قطر هذا العام، والتي قد تشهد مشاركة قياسية بحضور 7 من ممثليها في المونديال.

وبسبب إدارة الشؤون السياسية، فإن النسخة المقبلة من كأس العالم تعد استثنائية لكرة القدم العربية، حيث تقام لأول مرة في الوطن العربي، حيث ستستضيف قطر نهائيات كأس العالم في الفترة من 21 نوفمبر إلى 18 ديسمبر 2024.

بينما قررت قطر مشاركتها في المونديال لأول مرة في تاريخها، بصفتها الدولة المضيفة للبطولة، فإن المنتخب السعودي على وشك الصعود إلى المونديال للمرة السادسة في تاريخه والثاني. على التوالي، في ظل تصدره لطاولة المجموعة الثانية في تصفيات آسيا لكأس العالم.

يحتاج المنتخب السعودي إلى التفوق على نظيره الصيني في لقائه اليوم الخميس في مدينة الشارقة الإماراتية، في الجولة قبل الأخيرة من المجموعة الثانية، من أجل الصعود بشكل رسمي دون النظر إلى نتائج باقي منافسيه، إلى أصبح ثاني فريق عربي يحجز مقعدا في مونديال 2024.

كما أن هناك صراع ثلاثي عربي بين الإمارات ولبنان والعراق على المركز الثالث في ترتيب المجموعة الأولى في التصفيات الآسيوية التي يلعب صاحبها في الملحق بالترتيب الثالث للمجموعة الثانية، لتحديد ممثل. وستتنافس آسيا في الملحق العالمي بالمركز الخامس في ترتيب تصفيات اتحاد أمريكا الجنوبية (الكونميبول) في يونيو المقبل.

في حال صعود السعودية ونجاح أي من منتخبات الإمارات والعراق ولبنان في استكمال حملتها التأهيلية بنجاح، سيرتفع عدد المنتخبات العربية المشاركة في المونديال إلى 3 فرق.

بالنظر إلى التصفيات الأفريقية التي تجري مرحلتها النهائية والحاسمة خلال فترة التوقف الدولي الحالية، لتحديد خمسة ممثلين عن القارة السوداء في المونديال، فإن الفرصة متاحة أمام 4 منتخبات عربية أخرى للتأهل إلى المونديال. من خلالهم.

وستشارك 10 منتخبات من بينها 4 منتخبات عربية في المرحلة النهائية من التصفيات الأفريقية. تم تقسيم المنتخبات العشرة إلى مستويين، بواقع 5 فرق في كل مستوى، بحسب التصنيف الدولي للفرق الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في نوفمبر الماضي.

سيلتقي كل فريق من المستوى الأول بأحد الفرق من المستوى الثاني في مباراتين على أرضه ومباراتي الإياب يومي 25 و 29 مارس على التوالي.

بعد تفادي المنتخبات العربية مواجهة بعضها البعض، بعد أن كان 3 منهم في المستوى الأول، مقارنة بالمنتخب المصري الوحيد الذي جاء في المستوى الثاني، أصبحت الفرص كبيرة لوجود 4 فرق أخرى من الوطن العربي في العالم. كأس العالم وبذلك يصل مجموع المنتخبات العربية المشاركة في المونديال 7 منتخبات.
وتقام الجولة الاولى على ملاعب فرق المستوى الثاني فيما تستضيف ملاعب فرق المستوى الاول الدور الثاني.

ويلتقي مصر والسنغال مجددًا، بعد قرابة شهر ونصف من لقائهما في المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية بالكاميرون، والتي انتهت بفوز أسود التيرانجا باللقب بعد فوزه على الفراعنة بركلات الترجيح.

ويسعى المنتخب المصري للانتقام من نظيره السنغالي والمشاركة في مونديال للمرة الرابعة في تاريخه والثانية على التوالي بعد مشاركته في النسخة الأخيرة من مونديال التي أقيمت في روسيا 2018.

كما سيواجه المنتخب الجزائري نظيره الكاميروني في مواجهة صعبة مع فريق الخضر الذي يسعى للوصول إلى المونديال للمرة الخامسة في تاريخه، بعد أن غاب عنه في النسخة الماضية.

في المقابل، ستلعب تونس مع منتخب مالي، في لقاء ليس بالسهل بالنسبة لفريق (نسور قرطاج)، الذي يأمل في الصعود إلى المونديال للمرة السادسة في تاريخه والثاني على التوالي. .

أما بالنسبة للمنتخب المغربي، الذي يسعى إلى التأهل إلى المونديال للمرة السادسة أيضا والثانية على التوالي، فإن مهمته تبدو أسهل نسبيا، إذ سيلتقي مع جمهورية الكونغو الديمقراطية.

شهدت النسخة الأخيرة من المونديال أكبر مشاركة للمنتخبات العربية في تاريخ المونديال، بعد أن تأهلت إليها منتخبات السعودية ومصر وتونس والمغرب، لكن جميعها لم تتمكن من اجتياز دور المجموعات و الوصول إلى التصفيات.

بشكل عام، شاركت 8 منتخبات عربية في المونديال منذ انطلاق البطولة لأول مرة عام 1930 في الأوروغواي، حيث كانت منتخبات السعودية والمغرب وتونس الأكثر مشاركة، بعد أن كانت في 5 نسخ، تليها الجزائر. بأربع مشاركات، ثم مصر بثلاث مشاركات، وأخيراً الكويت والعراق والإمارات بمشاركة واحدة.

السعودية والمغرب هما الفريقان العربيان اللذان خاضا أكبر عدد من المباريات في المونديال برصيد 16 مباراة لكل منهما، في حين أن السعودية والجزائر هما الفريقان العربيان اللذان حققا أكبر عدد من الانتصارات في المونديال بـ 3 انتصارات لكل منهما، بينما المنتخب المغربي صاحب أعلى عدد من الأهداف للمنتخبات العربية في المونديال. بعد أن سجل لاعبيه 14 هدفا في البطولة.

كان للمنتخب المصري أول ظهور عربي في المونديال، بعد مشاركته في نسخة البطولة التي أقيمت في إيطاليا عام 1934، حيث سجل مهاجمه الراحل عبد الرحمن فوزي الهدف الأول للعرب في المونديال، عندما سجل هدفين. خلال خسارة فريق (الفراعنة) 2/4.

انتظر العرب 36 عاما للظهور مرة أخرى في المونديال من خلال المنتخب المغربي الذي شارك في نسخة المسابقة عام 1970 بالمكسيك، حيث حصل أسود الأطلس على أول نقطة للمنتخبات العربية في المونديال خلال تلك النسخة، بعد تعادل 1-1 مع نظيره البلغاري في دور المجموعات. .

بعد الفشل في التأهل إلى مونديال 1974 بألمانيا الغربية، حملت النسخة القادمة من مونديال، التي أقيمت في الأرجنتين عام 1978، بشرى كرة القدم العربية، بعد أن شهدت أول انتصار عربي في حفل الزفاف العالمي الكبير من خلال المنتخب التونسي الذي انتصر على المكسيك 3/1 في دور المجموعات.

وما زالت الجماهير العربية تتذكر المشاركة الرائعة للمنتخب الجزائري في مونديال اسبانيا القادم عام 1982 حيث شهد فوزه على المانيا الغربية وتشيلي لكنه لم يستطع الوصول الى الدور الثاني بينما المنتخب الكويتي ثاني ممثل للعرب في تلك النسخة سجل نقطة واحدة فقط في مجموعته بالتعادل 1-1 مع تشيكوسلوفاكيا.

كانت مونديال المكسيك 1986 في موعد مع مشاركة عربية أسطورية عبر المنتخب المغربي الذي كان أول فريق عربي يصعد إلى التصفيات في المونديال بعدما تصدّر مجموعته في دور المجموعات بعد فوزه. على البرتغال وتعادل مع إنجلترا وبولندا، لكنه خسر في الوقت القاتل أمام ألمانيا الغربية في دور الـ16.

وشهدت مونديال المكسيك أيضا مشاركة الجزائر والعراق لكنهما استدعيا المنافسة في وقت مبكر من دور المجموعات.
مثّل المنتخبان المصري والإماراتي كأس العالم 1990 بإيطاليا، لكنهما لم يتخطيا دور المجموعات، فيما شهدت النسخة المقبلة في الولايات المتحدة عام 1994 تأهل المغرب وكذلك السعودية التي تأهلت إلى الأدوار الإقصائية في أولى مبارياتها. المشاركة في مونديال، قبل أن يخسر أمام السويد في دور الـ16.

حافظ المغرب والسعودية على تواجدهما في مونديال 1998 بفرنسا مع المنتخب التونسي، لكن المشاركة العربية لم تتجاوز مرحلة المجموعات، والتي تنطبق أيضًا على مشاركة تونس والسعودية اللتين مثلتا العرب في 2002. طبعات في كوريا الجنوبية واليابان و 2006 في ألمانيا.

اقتصرت المشاركة العربية في مونديال 2010 بجنوب إفريقيا على المنتخب الجزائري الذي حصل على نقطة واحدة في مجموعته، قبل أن يظهر أنيابه في مشاركته في النسخة المقبلة التي أقيمت في البرازيل عام 2014 وشهدت صعوده إلى القمة. دور الـ 16.

وانتصرت الجزائر على كوريا الجنوبية وتعادلت مع روسيا وخسرت أمام بلجيكا في دور المجموعات، قبل أن تخسر 1-2 في الوقت الإضافي أمام ألمانيا في دور الـ16، قبل أن يشق المنتخب الوطني طريقه للتتويج باللقب.