وسلطت صحيفة إندبندنت الضوء على مقال نشرته وكالة أنباء روسية بعد يومين من الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن تم إرجاعه وحذفه.

وقالت الصحيفة في مقال بقلم الكاتب بورزو دراجي إن المقال المحذوف “من أفضل الملخصات لما كان بوتين يأمل في تحقيقه بهجومه على حكومة أوكرانيا”.

يقول دراجي إنه بعد يومين من شن روسيا غزوها لأوكرانيا، نشرت وكالة الأنباء الحكومية ريا نوفوستي ما بدا أنه مقال مكتوب مسبقًا يشيد بانتصار موسكو العسكري على جارتها، قبل أن يتم حذفه سريعًا.

وأضاف دراجي أن المقال، “الذي أشرف عليه مراقبو الكرملين، وتم ترجمته وتوزيعه كمثال للدعاية والعقلية المتأصلة في الدائرة المقربة من فلاديمير بوتين، يحمل عبارة: يولد عالم جديد أمام أعيننا”.

وجاء في المقال المحذوف أن “العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بشرت بعهد جديد”. وأنه أعاد “الوحدة” بين الروس والأوكرانيين والبيلاروسيين.

كما أشار المقال المحذوف، وفقًا لدراجي، إلى أن الصراع صحح “مأساة 1991″، في إشارة على ما يبدو إلى استفتاء 1 ديسمبر 1991، عندما صوت 92.3 في المائة من الأوكرانيين لصالح قرار مغادرة الاتحاد السوفيتي.

نقل دراجي عن محللين قولهم إن “الكتاب هو واحد من عدة نصوص وخطب مهمة توفر نظرة ثاقبة لتفكير بوتين ودائرته الداخلية، مما يساعد على ضمان رؤيته لروسيا وجيرانها، وربما تخطيطه للحرب”.

وقال دراجي إن روسيا ضغطت على أوكرانيا قبل الجولة الثالثة من محادثات السلام للقبول بشروط صارمة تتطلب من كييف نزع سلاحها وإقرار الحياد في دستورها والاعتراف بالمناطق الانفصالية المؤيدة للكرملين في الشرق وكذلك ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.

وأضاف أن “هذه الظروف المهينة من المرجح أن تؤدي إلى نهاية حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وستمنح روسيا فرصة لتحويل البلاد إلى دولة تابعة كما فعلت مع جارتها بيلاروسيا”.

استذكر دراجي مقالاً كتبه بوتين العام الماضي من 5000 كلمة، هدد فيه أوكرانيا وركز على سيطرة الكرملين على العالم الناطق بالروسية.

وقال الكاتب إن غالبية العالم تجاهلت هذا المقال، مشيرة إلى أنه “حتى زيلينسكي قال مازحا إن نظيره الروسي يجب أن يكون لديه الكثير من وقت الفراغ”.