كشف رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الأسبق، حمد بن جاسم آل ثاني، أن النظام الليبي السابق بقيادة معمر القذافي خدع الدوحة.

وقال ابن جاسم، في حلقة جديدة من مقابلته مع الصحفي الكويتي عمار تقي، إن مسؤولين ليبيين طلبوا من فرنسا في عهد نيكولا ساركوزي مبلغ 480 مليون دولار في ختام مفاوضات الإفراج عن الممرضات البلغاريات.

وذكر ابن جاسم أن المسؤولين الليبيين زعموا أنهم يريدون إبراز “شيك” بالمبلغ فقط للقذافي، ثم يعيدونه دون أي نقص بعد 72 ساعة فقط.

وأوضح أن الجانب الفرنسي طلب من الدوحة توفير هذا المبلغ، نظرا لصعوبة إزالته من باريس، مضيفا أن (ابن جاسم) كان في إجازة صيفية في مدينة كان بفرنسا، وأبدى استعداده للأمر وهو ما. حدث بالفعل.

وبحسب ابن جاسم فإن الجانب الليبي يخدع القطريين بصرف “الشيك” كاملاً ثم المماطلة بإعادته قبل الحديث عن السماح لقطر بالاستثمار في مناطق وأراضي ليبية مقابل هذا المبلغ.

وتابع: “شعرت حينها أنه يضحك علينا”.

وبحسب ابن جاسم، فقد شهدت تلك الفترة أيضًا خداع نظام القذافي للإمارات بمقدار مماثل.

نجحت قطر في الوساطة بين ليبيا وبلغاريا، وأبرمت صفقة بموجبه غادر بموجبه ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني بعد 8 سنوات في السجن، في عام 2007.


حوكمت الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني، اللذان حصلوا فيما بعد على الجنسية البلغارية، في ليبيا بتهمة نقل فيروس الإيدز عمدا إلى 450 طفلا ليبيا، وحكم عليهم بالإعدام، وخفف الحكم فيما بعد إلى السجن المؤبد.


وتضمنت الاتفاقية إنشاء “الصندوق الليبي للأطفال المصابين بمرض الإيدز” الذي ساهمت فيه دولة قطر وجمهورية التشيك.


وصرف الصندوق مليون دولار لأسر كل طفل مصاب، بالإضافة إلى تعهد فرنسا بتجهيز مستشفى بنغازي وتدريب كوادره لمدة 5 سنوات وتدريب 50 طبيبا آخر.