في اليوم السابع عشر من الغزو الروسي، تشهد أوكرانيا تطورات ميدانية وسياسية، أبرزها إعلان كييف أنها كانت قادرة على إلحاق خسائر فادحة بالقوات الروسية، وغضب موسكو من الإمدادات العسكرية الغربية.

زيلينسكي: لقد دمرنا 31 كتيبة روسية

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن قواته دمرت 31 كتيبة روسية، وأكد أن الروس لن يتمكنوا من احتلال كييف إلا إذا دمروها بالكامل.

في غضون ذلك، تواصل القوات الروسية التقدم ببطء في محيط العاصمة الأوكرانية، في محاولة لتطويقها بشكل كامل، وسط مخاوف من اقتحامها.

وتشهد مدن كبرى أخرى أيضًا حصارًا شديدًا، لا سيما خاركيف وماريوبول، اللتين تشهدان قصفًا روسيًا متواصلًا بالصواريخ والمدافع، يسفر عن سقوط ضحايا مدنيين ويعيق عمليات الإجلاء في بعض المناطق، بحسب السلطات الأوكرانية.

ماريوبول محاصرة

تقول الحكومة الأوكرانية إن الهجمات الروسية منعت الناس من الهروب مرة أخرى من مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية.

وتعاني المدينة حاليا من نقص في الكهرباء ونقص في الغذاء والماء.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية كانت تحت الحصار منذ نحو 12 يومًا.

وأضافت أن روسيا تقصفها باستمرار، وهي في وضع “شبه ميؤوس منه”.

وأوضحت أن “مئات الآلاف” يعيشون فيها بدون ماء أو تدفئة، فيما تشير حصيلة رسمية إلى 1582 حالة وفاة.

وترك عدد من الجثث في الشوارع وحفر مقبرة جماعية كبيرة لآخر. في الأيام الأخيرة، شوهد سكان يتشاجرون على الطعام.

كما تعرض مسجد في المدينة لقصف روسي رغم وجود نازحين مدنيين فيه.

كما تم اختطاف رئيس بلدية المدينة من قبل الجيش الروسي، ولا توجد معلومات عن مصيره حتى الآن.

وعلق الرئيس الأوكراني بأنه كان يطلب من شركائه الغربيين المساعدة في إطلاق سراح عمدة ميليتوبول المسجون.

– Володимир Зеленський (ZelenskyyUa)

بالإضافة إلى ماريوبول، يركز الروس جهودهم على مدن كريفي ريج وكريمنشوك ونيكوبول وزابوريزهيا، وفقًا للجيش الأوكراني.

استفتاء في خيرسون

وبخصوص خيرسون، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: “تسعى روسيا جاهدة لتنظيم استفتاء وهمي في المدينة لإقامة منطقة انفصالية”.

وأضاف: “بالنظر إلى عدم وجود أي دعم شعبي في خيرسون، فإن روسيا ستزور هذا الاستفتاء”.

وقال: “يجب فرض عقوبات صارمة على روسيا إذا أجرت الاستفتاء الوهمي في خيرسون”.

خيرسون هي أكبر مدينة أوكرانية وقعت حتى الآن في أيدي القوات الروسية، وتكمن أهميتها في أن السيطرة عليها تسمح بعبور نهر دنيبر الذي يقسم أوكرانيا إلى قسمين، ويتجه غربًا وشمالًا لمهاجمة كييف من الاتجاه الثاني.

أعلن الجيش الروسي أنه سيطر على مدينة خيرسون ذات الأهمية الاستراتيجية في جنوب أوكرانيا مساء يوم الأربعاء 2 مارس / آذار.

تستمر المفاوضات

من جهته، قال مستشار الرئاسة الأوكراني، ميخائيل بودولياك، إن المفاوضات مع الوفد الروسي مستمرة حاليًا عبر تقنية الفيديو.

وأضاف أنه تم تشكيل “فرق عمل فرعية” للنجاح في التوصل إلى اتفاق مع الجانب الروسي لوقف الحرب.

وطالب ماكرون بوتين بإنهاء الحصار خلال مكالمة بين بوتين وماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز.

لكن مسؤولا في الرئاسة الفرنسية نقلته “رويترز” قال إن بوتين لم يبد أي استعداد لإنهاء الحرب.

كما دعا الزعيمان الأوروبيان مرارًا وتكرارًا إلى وقف إطلاق النار كشرط لإجراء مفاوضات كاملة بين روسيا وأوكرانيا.

العرض الغربي والعقوبات

مع إعلان الدول الغربية عن مزيد من الدعم العسكري لكييف، هددت موسكو باستهداف أي إمدادات عسكرية متجهة إلى أوكرانيا.

في المقابل، تفرض العواصم الغربية المزيد من العقوبات على روسيا في محاولة لإجبارها على وقف الحرب.

ونقلت وكالة تاس للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف قوله إن موسكو ستنشر قريبا قوائم العقوبات ردا على العقوبات الأمريكية.

وأشار إلى عدم وجود أي مشاورات أو محادثات بين موسكو وواشنطن بشأن الأوضاع في أوكرانيا التي تشن روسيا ضدها عملية عسكرية، بحسب ما أوردته قناة “روسيا اليوم”.

واضاف “لقد حذرنا الولايات المتحدة من ان تنظيمها لتدفق الاسلحة من عدد من الدول (الى اوكرانيا) ليس فقط خطوة خطيرة بل ايضا خطوة تجعل من قوافل الاسلحة هذه اهدافا عسكرية مشروعة (للجيش الروسي)”. مضاف.

وقال ريابكوف إن موسكو حذرت واشنطن من “عواقب الإمداد المتهور لأوكرانيا بالأسلحة، مثل أنظمة الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات والصواريخ المضادة للدبابات”.

وأشار إلى أن واشنطن لا تأخذ هذه التحذيرات الروسية على محمل الجد.

حق اللجوء من أوكرانيا

أعلنت الدول المجاورة لأوكرانيا عن وصول أعداد إضافية من اللاجئين الفارين من بلادهم إلى أراضيها، خاصة إلى بولندا، التي قالت إن العدد الإجمالي على أراضيها تجاوز 1.6 مليون شخص.

لكن هذه الدول أوضحت، اليوم السبت، أن عدد اللاجئين إليها من أوكرانيا انخفض مقارنة بالأيام السابقة.

يأتي ذلك في وقت تكافح فيه حكومات البلدان المجاورة لأوكرانيا والمتطوعون لتوفير المأوى لـ 2.6 مليون لاجئ، معظمهم من النساء والأطفال، الذين فروا منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.

أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن برلين تعمل مع شركاء دوليين لإنشاء جسر جوي لنقل اللاجئين الأوكرانيين من مولدوفا، مشيرة إلى أنه سيتم نقل 2500 لاجئ مباشرة إلى ألمانيا كخطوة أولى.

وبينما تدفق أكبر عدد من اللاجئين إلى بولندا، استقبلت رومانيا 380 ألف لاجئ، والمجر 230 ألفًا، وسلوفاكيا 185 ألفًا، وجمهورية التشيك 200 ألف.

مع زيادة عدد اللاجئين الأوكرانيين في الدول الأوروبية، قام الاتحاد الأوروبي بتفعيل ما يسمى بنظام الحماية المؤقتة للاجئين، والذي تم إنشاؤه عام 2001 استجابة لتداعيات الحرب في يوغوسلافيا السابقة ؛ لم يتم استخدامه من قبل، على الرغم من وصول أكثر من مليون لاجئ في عام 2015، معظمهم من سوريا.

يشار إلى أن روسيا بدأت ما أسمته عملية عسكرية في أوكرانيا، في 24 فبراير، وتطالب كييف بالتخلي عن أي خطط للانضمام إلى الناتو، واتخاذ موقف الحياد التام، وتغيير الحكومة، وهو ما ترفضه كييف.